responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 180
وعندما أكثر وجوه الصحابة بهذا الصدد على الخليفة وخوفوه مما ستتعرض له المدينة من أخطار جسام إن هو أصر على تحريك جيش أسامة لغزو الروم، أمر بفض الاجتماع الأول [1] بعد أن سمع الصديق لرأيهم واستوضح منهم إن كان لأحدهم ما يقول، وذلك حتى يعطي إخوانه وأهل الرأي كامل الفرصة لبيان رأيهم [2]، ثم دعاهم إلى اجتماع عام آخر في المسجد، وفي هذا الاجتماع طلب من الصحابة أن ينسوا فكرة إلغاء مشروع وضعه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بنفسه، وأبلغهم أنه سينفذ هذا المشروع حتى لو تسبب تنفيذه في احتلال المدينة من قبل الأعراب المرتدين، فقد وقف خطيبًا وخاطب الصحابة [3] قائلاً: والذي نفس أبي بكر بيده، لو ظننت أن السباع تخطفني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته [4].
نعم لقد كان أبو بكر مصيبًا فيما عزم عليه من بعث أسامة مخالفًا بذلك رأي جميع المسلمين؛ لأن في ذلك أمرًا من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقد أثبتت الأيام والأحداث سلامة رأيه وصواب قراره الذي اعتزم تنفيذه [5].
وطلبت الأنصار رجلاً أقدم سنًّا من أسامة يتولى أمر الجيش، وأرسلوا عمر بن الخطاب ليحدث الصديق في ذلك، فقال عمر - رضي الله عنه -: فإن الأنصار تطلب رجلاً أقدم سنًا من أسامة، - رضي الله عنه -، فوثب أبو بكر - رضي الله عنه - وكان جالسًا فأخذ بلحية عمر - رضي الله عنه -، وقال له ثكلتك أمك وعدمتك يا ابن الخطاب! استعمله رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتأمرني أن أنزعه [6]، فخرج عمر - رضي الله عنه - إلى الناس فقالوا: ما صنعت؟ فقال: امضوا ثكلتكم أمهاتكم! ما لقيت في سببكم من خليفة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [7].
ثم خرج أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - حتى أتاهم فأشخصهم وشيعهم وهو ماش وأسامة راكب. وعبد الرحمن بن عوف يقود دابة أبي بكر -رضي الله عنهم- فقال له أسامة

[1] الشورى بين الأصالة والمعاصرة، عز الدين التميمي: ص 82، 83.
[2] ملامح الشورى في الدعوة الإسلامية، عدنان النحوي: ص 257.
[3] الشورى بين الأصالة والمعاصرة: ص 83.
[4] تاريخ الطبري: 4/ 45.
[5] الشورى بين الأصالة والمعاصرة: ص 83.
[6] تاريخ الطبري: 4/ 46.
[7] تاريخ الطبري: 4/ 46.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست