اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 18
يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به الكعبة وقالت: اللهم إن هذا عتيقك من الموت فهبه لي. [1] ولا مانع للجمع بين بعض هذه الأقوال؛ فأبو بكر جميل الوجه، حسن النسب، صاحب يد سابقة إلى الخير، وهو عتيق الله من النار بفضل بشارة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - له. (2)
2 - الصدِّيق:
لقبه به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ففي حديث أنس - رضي الله عنه - أنه قال: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صعد أحدا، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم فقال: «اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان». (3)
وقد لقب بالصديق لكثرة تصديقه للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفي هذا تروي أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فتقول: لما أسري بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعى رجال إلى أبي بكر، فقالوا: هل لك إلى صاحبك؟ يزعم أن أسري به الليلة إلى بيت المقدس! قال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك فقد صدق. قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟!! قال: نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر: الصديق. (4)
وقد أجمعت الأمة على تسميته بالصديق لأنه بادر إلى تصديق الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولازمه الصدق فلم تقع منه هناة أبدًا. [5] فقد اتصف بهذا اللقب ومدحه الشعراء، قال أبو محجن الثقفي:
وسُميت صديقا وكل مهاجر ... سواك يسمى باسمه غير منكر
سبقت إلى الإسلام والله شاهد ... وكنت جليسًا في العريش المشهر (6) [1] الكني والأسماء للدولابي: 1/ 6، نقلا عن خطب أبي بكر، محمد أحمد عاشور، جمال الكومي، ص11.
(2) تاريخ الدعوة إلى الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين، د/يسري محمد هاني، ص 36.
(3) البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب فضل أبي بكر، 5/ 11.
(4) أخرجه الحاكم، 3/ 62، 63، وصححه وأقره الذهبي. [5] الطبقات الكبرى، 2/ 172.
(6) أسد الغابة، 3/ 310.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 18