responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 172
وقال حماد بن إسحاق: والذي جاءت به الروايات الصحيحة فيما طلبه العباس وفاطمة وعلي لها وأزواج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أبي بكر -رضي الله عنهم جميعًا- إنما هو الميراث، حتى أخبرهم أبو بكر والأكابر من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: «لا نورث ما تركنا صدقة». فقبلوا بذلك وعلموا أنه الحق، ولو لم يقل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذلك كان لأبي بكر وعمر فيه الحظ الوافر بميراث عائشة وحفصة رضي الله عنهما، فآثروا أمر الله وأمر رسوله، ومنعوا عائشة وحفصة، ومن سواهما ذلك، ولو كان رسول يورث، لكان لأبي بكر وعمر أعظم الفخر به أن تكون ابنتاهما وارثتي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [1].
وأما ما ذكره عدد من الرواة في كون فاطمة -رضي الله عنها- غضبت وهجرت الصديق حتى ماتت، فبعيد جدًا لعدة أدلة، منها:
أ- ما رواه البيهقي من طريق الشعبي: أن أبا بكر عاد فاطمة، فقال لها علي: هذا أبي بكر يستأذن عليك، فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها فترضاها حتى رضيت [2]، وبهذا يزول الإشكال الوارد في تمادي فاطمة -رضي الله عنها- لهجر أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، كيف وهو القائل: والله لقرابة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أحب إليَّ أن أصل من قرابتي [3]، وما فعل إلا امتثالاً واتباعًا لأمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [4].
ب- لقد انشغلت عن كل شيء يحزنها لفقدها أكرم الخلق، وهي مصيبة تزري بكل المصائب، كما أنها انشغلت بمرضها الذي ألزمها الفراش عن أي مشاركة في أي شأن من الشئون، فضلاً عن لقاء خليفة المسلمين المشغول -في كل لحظة من لحظاته- بشئون الأمة، وحروب الردة وغيرها، كما أنها كانت تعلم بقرب لحوقها بأبيها؛ فقد أخبرها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأنها أول من يلحق به من أهله، ومن كان في مثل علمها لا يخطر بباله أمور الدنيا، وما أحسن قول المهلب الذي نقله العيني: ولم يروِ أحد أنهما التقيا وامتنعا عن التسليم، وإنما لازمت بيتها، فعبر الراوي عن ذلك بالهجران [5].
هذا ومن الثابت تاريخيًا أن أبا بكر دام أيام خلافته يعطي أهل البيت حقهم في فئ

[1] البداية والنهاية: 5/ 252، 253، وقال: إسناده جيد قوي.
[2] أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ: ص 109.
[3] البخاري رقم: 4036.
[4] العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط، د: سالم السحيمي: ص 291.
[5] أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ: ص 108.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست