responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 117
سيوف الله لمسلولة ما وضعناها بعد، ولنجاهدن من خالفنا كما جاهدنا مع رسول الله، فلا يبغين أحد إلا
على نفسه [1].
كان موت محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مصيبة عظيمة، وابتلاءً شديدًا، ومن خلالها وبعدها ظهرت شخصية الصديق كقائد للأمة، فذ لا نظير له ولا مثيل [2]، فقد أشرق اليقين في قلبه وتجلى ذلك في رسوخ الحقائق فيه، فعرف حقيقة العبودية والنبوة والموت، وفي ذلك الموقف العصيب ظهرت حكمته - رضي الله عنه -، فانحاز بالناس إلى التوحيد «من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت»، وما زال التوحيد في قلوبهم غضًّا طريًا، فما أن سمعوا تذكير الصديق لهم حتى رجعوا إلى الحق. (3)
تقول عائشة -رضي الله عنها-: فوالله لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر - رضي الله عنه -، فتلقاها منه الناس، فما يسمع بشر إلا يتلوها [4].

ثالثًا: سقيقة بني ساعدة:
لما علم الصحابة -رضي الله عنهم- بوفاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة في اليوم نفسه، وهو يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، وتداولوا الأمر بينهم في اختيار من يلي الخلافة من بعده [5].
والتف الأنصار حول زعيم الخزرج سعد بن عبادة - رضي الله عنه -، ولما بلغ خبر اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة إلى المهاجرين، وهم مجتمعون مع أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - لترشيح من يتولى الخلافة [6]، قال المهاجرون لبعضهم: انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار، فإن لهم في هذا الحق نصيبًا. [7] قال عمر - رضي الله عنه -: فانطلقنا نريدهم، فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلين صالحين، فذكر ما تمالأ عليه القوم، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ قلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عليكم

[1] دلائل النبوة للبيهقي: 7/ 218.
[2] أبو بكر رجل الدولة، مجدي حمدي: 25، 26.
(3) استخلاف أبي بكر الصديق: 160.
[4] البخاري، كتاب الجنائز، رقم: 1241، 1242.
[5] التاريخ الإسلامي: 9/ 21.
[6] عصر الخلافة الراشدة للعمري: 40.
[7] عصر الخلافة الراشدة للعمري: 40.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست