اسم الکتاب : التيجان في ملوك حمير المؤلف : عبد الملك بن هشام الجزء : 1 صفحة : 447
وأوغل فيها حتى قطعها، ووصف له أن بتلك الناحية وادياً فيه الياقوت وإن بالقرب منه عيناً يسمى ماؤها ماء الحياة الذي ظفر به الخضر دون ذي القرنين فلما بلغ إلى هذه الناحية أدرك الشتاء هناك، فمات فدفن هنالك، وكر أصحابه راجعين خوف الهلاك في ذلك الموضع - وهو موضع الظلمات - ولا يكون مظلماً إلا إذا بعدت الشمس عنه في الشتاء إذا انتهت في الجهة اليمانية، وهو عند دخول الشمس رأس الجدي تصير تلك الأيام ليلاً لا نهار فيها، فهلك من قبل أن يدخل في ذلك الوادي. فأرادت حمير أن تحمله إلى اليمن، ثم بدا لهم فقبروه هناك. قال معاوية: فكم كان ملكه يا عبيد؟ وهل قيل في ذلك شعر؟ قال عبيد: يا أمير المؤمنين ملك مائة سنة وثلاثاً وخمسين سنة. فقال فيه التامر بن عمرو بن الغوث بن ذي الادغار - وهو بن عمه - هذا الشعر. قال معاوية: فهات، فأنشأ عبيد يقول:
أن تمس باللحد أبا مالك ... يسفى عليك المور بالحاصب
بدار بعد من وطا مغرب ... بذي ظلام حندس حارب
بين تراب الأرض في مهمة ... قرب مجازو إلى الكارب
فقد رزئنا وسطنا خيرنا ... الاقرن الميمون كالغاصب
يعطي جزيل المال لا ينثني ... فلا لعمري لهف من غائب
ويحمل الفرسان يوم الوغى ... إلى نجاح الموت كالثاقب
عليه أبكي ما اضا كوكب ... في مطلع الآفاق والغارب
ومطلع الشمس إذا أشرقت ... تصح في خلق لها سارب
فحمير الأخيار لا تسامي ... بفارس الأملاك والغالب
اسم الکتاب : التيجان في ملوك حمير المؤلف : عبد الملك بن هشام الجزء : 1 صفحة : 447