اسم الکتاب : التيجان في ملوك حمير المؤلف : عبد الملك بن هشام الجزء : 1 صفحة : 444
فلم يزل هنالك مقيماً حتى انصرف من وجهه ذلك. ثم قال معاوية: هل سمعت في ذلك شعراً يا عبيد؟ قال: نعم، قال الباني بن المننتاب شعراً. قال معاوية: فكيف قال يا عبيد؟ قال: يا أمير المؤمنين قال هذا الشعر:
تقول عرسي حين جد النوى ... حتى متى أنت تريد الثوى
أليس في عيشي قد أوتيتم ... مقام ذي الدهر قصى أو دنا
فقلت إذ قالت فما ضرنا ... إذ نحن لم نسمو لسفك الدما
تأمرني أن أكون جليساً لها ... وأترك الإقدام يوم الوغا
وحمير تسمو بأفعالها ... فيها رئيس القوم يوم اللقا
وشمر الراعش قد قادها ... يريد بالشرق اغتنام النسا
فقد وطئنا الأرض عليانها ... شرقاً وغرباً كالليوث الضرا
فشمر الراعش إذ قادنا ... بجحفل أرعن يغشى السها
فكان يوماً معظماً شأنه ... أورد بالعليا وذاك الشفا
فسائلي عنا لكي تخبري ... في مشرق الأرض إذا الدهر فا
يخبرك العالم عن حمير ... وجمعها بالسغد يوم الردى
أنا أبحنا أرضها كلها ... بقوم حرب كعديد الدبا
حتى أبدناهم بها عنوة ... ثم علوناهم بذبح وحى
وجاءت الفرسان من سيبها ... بكل بيضاء كعفر الضبا
وغودر الحصن بها عنوة ... ومثل الخط بصخر الصفا
يكون للعابر إن رامه ... أمراً عجيباً من ملوك الثرى
ويقال: إن سبب خروج شمر من اليمن إلى المشرق أم ملكاً من ملوك بابل - يقال له كيفاؤش بن كتيكة تجبر وبنى صرحاً للرقي فيه إلى السماء
اسم الکتاب : التيجان في ملوك حمير المؤلف : عبد الملك بن هشام الجزء : 1 صفحة : 444