اسم الکتاب : التيجان في ملوك حمير المؤلف : عبد الملك بن هشام الجزء : 1 صفحة : 366
وقد علمت أن الشعر ديوان العرب والدليل على أحادثيها وأفعالها والحاكم بينهم في الجاهلية، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول {إن من الشعر لحكمة}. قال: لقد صدقت يا معاوية، ولقد سمعت ابن عمك يذكر عن رسول الله ذلك وأخبرك يا معاوية إنه لما كان من وفد عاد ما كان، وما قد حدثتك عنه وصارت عاد ووفدها أمثالاً وأحاديث وقالت العرب فيها أشعاراً منها ما حفظنا ومنها ما لم نحفظ. قال معاوية: فهات أسمعني ما حفظت من ذلك. قال: عبيد ان أبا سعيد المؤمن من مرثد بن سعد عند هلاك القوم، قال شعراً:
عجب لعاد وأمثالها ... تحاول بالعز والمكرمات
وحالوا العيال وشدوا القاح ... بأجساد مر أنديات
فقالوا ونحن أولو قوة ... ومن ذا يخاف تبار السنات
فأضحوا وقد همدوا في الديار ... بريح من العاصفات
وأهلك عاد وأصحابه ... بوقع عواصفها المهلكات
بأيد المليك وسلطانه ... وقدرته ذل باغ وعات
وقال في ذلك العباس بن مرداس بن أبي عامر السلمي وهو يعظ رجلاً من قومه - كان ظالماً لعشيرته - ويزجره عن الظلم فيها وأنشأ يقول:
أراك امرءاً في ظلم قومك جاهدا ... وما لك في ظلم العشيرة من رشد
فالا تدع ظلم العشيرة طائعا ... تلاق أمراً من بعض قومك ذا حقد
من الرجلة الساعين أو تلق فارساً ... على فرس في الخيل أدهم ذي ورد
جواد كنصل السيف أين لقيته ... فيضربك أو يطعنك طعناً على عمد
ألم تر عاداً يف فرق جمعها ... قبيل وقد ما جار عن منهج القصد
اسم الکتاب : التيجان في ملوك حمير المؤلف : عبد الملك بن هشام الجزء : 1 صفحة : 366