اسم الکتاب : التيجان في ملوك حمير المؤلف : عبد الملك بن هشام الجزء : 1 صفحة : 363
فنادى فاستجاب له مليك ... عظيم لا يجار وقد يجير
فأهلكهم بما كسبوا جهاراً ... هو القهار والملك الكبير
قال معاوية: لله درك فقد جئت بالبرهان، فما فعل أبو سعيد، وما كان من هود وأصحابه؟ قال عبيد: يا معاوية، تحمل أبو سعيد بأهله وولده حتى أتى هوداً وأصحابه مؤمناً مسلماً ووجدهم على ساحل البحر مما يلي أرض عاد فأقاموا جميعاً يعبدون الله على أحسن حال. ووهب الله لأبي سعيد المال والولد حتى كان أكثر العرب مالاً وولداً في زمانه ذلك. وبلغنا يا معاوية أن عاداً الآخرة من نسله.
قال معاوية: وهل عاد غير هذه؟ قال: نعم يا معاوية. فإن أحببت أخذت في الحديث حتى آتي بحديثهم. قال: بل خذ في حديثك. قال عبيد: كان هود وأصحابه يعبدون الله حتى ماتوا وانقرضوا.
وذكر بعض أصحاب السير عن عبيد بن شرية بأمر هود. قال: أخبرني البختري عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن أبي سعيد الخزاعي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، أن رجلاً من حضر موت جاء يسأله العلم فقال له علي عليه السلام: يا حضرمي أرأيت كثيباً أحمر تخلطه مدرة حمراء فيه أراك وسدر في موضع كذا وكذا من بلدك، هل رأيته قط أو تعرفه؟ قال الحضرمي: نعم والله يا أمير المؤمنين. قال علي: فإن فيه قبر النبي هود صلى الله عليه وسلم.
اسم الکتاب : التيجان في ملوك حمير المؤلف : عبد الملك بن هشام الجزء : 1 صفحة : 363