اسم الکتاب : التيجان في ملوك حمير المؤلف : عبد الملك بن هشام الجزء : 1 صفحة : 304
إن هذا لغائط لنا موجع، فمتى هو كائن أفي زمامنا هذا أم بعده؟ فقال: بعده يحين أكثر من ستين إلى سبعين - قال: فيدوم ذلك من ملكهم أو ينقطع؟ قال: بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ويخرجون منها هاربين. فقال: ومن يلي ذلك من إخراجهم؟ قال: يليه ارم
ذو يزن يخرج عليهم من عدن فلا يترك أحداً منهم باليمن. قال: فيدوم ذلك من ملكه أو ينقطع؟ قال: بل ينقطع. قال: ومن يقطعه؟ قال: نبي زكي يأتيه الوحي من قبل العلي. قال: ومن هو هذا النبي؟ قال: هو من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر يكون ملكه إلى آخر الدهر. قال: وهل للدهر من آخر؟ قال: نعم يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين ويسعد فيه المحسنون ويشقى فيه المسيئون. قال: أحق ما تخبرني؟ قال: أي والشفق والغسق والفلق إذا اتسق إن ما نبأتك به لحق. قال: ثم قدم شق وقال له مثل قوله لسطيح وكتمه ما قال سطيح لينظر هل يتفقان أم يختلفان فقال له شق: رأيت في منامك أيها الملك حممة خرجت من ظلمة فوقعت بين روضة وأكمة فأكلت منها كل ذات نسمة. فقال له الملك: ما أخطأت منها شيئاً فما عندك في تأويلها؟ قال: اخلف بما بين الحرتين من إنسان لينزلن أرضكم السودان وليملكن كل طفلة البنان وليغلبن على ما بين أبين إلى نجران. قال له: يا شق إن هذا لغائط لنا موجع فمتى يكون في زماننا هذا أم بعده؟ قال: لا بل بعده بزمان. ثم يستفزهم ملك عظيم الشأن ويدفعهم بأشد الهوان. قال: ومن هو العظيم الشأن؟ قال: غلام ليس بدني ولا مزن يخرج من بيت ذي يزن. قال: أفيدوم سلطانه أم ينقطع؟ قال: بل بقطع برسول مرسل يأمر بالحق والعدل بين أهل الدين والفضل يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل. قال له: وما يوم الفصل؟
اسم الکتاب : التيجان في ملوك حمير المؤلف : عبد الملك بن هشام الجزء : 1 صفحة : 304