اسم الکتاب : التيجان في ملوك حمير المؤلف : عبد الملك بن هشام الجزء : 1 صفحة : 138
قال له الرجل: بالحرقانة حرقانة الجو، فقال له عمر: ويحك أدرك أهلك فقد احترقوا. قال: فرجع الرجل إلى الحرقانة فأصاب قومه قد أقبلت عليهم نار ليلاً فاحترقوا، وكان عمر أعيف العرب في الجهالية وأزجرها ولقد حكم بالقيافة.
قال أبو محمد: ولن العيوف ابنة الرابع ولدت لأبرهة ولدين ذا الأشرار وعمراً ذا الاذعار، وفي العيوف يقول طرفة بن العبد بعد الزمان ويقال إنه للرابع الجني حيث يقول:
لابنة الجني بالجو طلل ... حله الرابع حيناً وارتحل
حرم الجن على الإنس فمن ... شاء بعد الملك والرابع الحل
حل منه ذو منار أهله ... فتولى الجمع عنه واحتمل
كل ما حل عليه راشد ... أوقدت نار عليه فاشتعل
كم به من ذات دل حسن ... وقوام ووسام ومقل
وجواد وهمام حازم ... عاقه عنهم زماناً ونزل
قال أبو محمد: ثم أن إبرهة ذا المنار جمع الجموع العظيمة وسار يريد المغرب أرض بابليون فأرسل إليه حلوان امرئ القيس بن عملاق بن عمرو بن امرئ القيس بن عمرو بن بابليون بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان بن هود النبي صلى الله عليه وسلم - وعمرو بن بابليون هو فرعون إبراهيم بمصر - فسار أبرهة يريد حلوان بن امرئ القيس إلى مصر أرض بابليون، وقد رجعا إليه الحبشة وبنو ماريع بن كنعان، فسار أبرهة بجموع عظيمة حتى بلغ مأرب ثم سار حتى بلغ الأحقاف حتى بلغ نهر الحفيف. فأصابوا بنهر الحفيف نصل سهم قد رشق في شق من صخر في صخرة منيعة وقد عفن القدح، فذهب وبقي النصل فأخذوه فوجدوا بجانب منه مكتوب
اسم الکتاب : التيجان في ملوك حمير المؤلف : عبد الملك بن هشام الجزء : 1 صفحة : 138