responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 64
المبحث الثالث
إقامة ابن السنوسي في الحجاز وعودته الى برقة
سافر ابن السنوسي الى الحجاز، واستمرت مدة اقامته حوالي ثماني سنوات، وحفلت هذه السنوات بنشاط دعوي عالمي لابن السنوسي، دل على قدرته التنظيمية، وذكائه في تصريف شؤون الحركة، وشرع في إنشاء الزوايا، وكثر دخول الناس في الدعوة، وتعرض لمتاعب من قبل بعض العلماء وقد تحدث الصادق المؤيد عن ذلك فقال: (مع أن المرحوم ابن السنوسي عندما كان في الحجاز لم يتعرض للهجوم على الطرق الصوفية الأخرى، فإنه اصبح هدفاً لنقمة الآخرين ونقدهم. ومع ذلك فقد توسع نفوذ السنوسية ودخلت الصحراء جزيرة العرب حيث اعتنقها عدد من القبائل كبني حارث وبني حرب، كما انتشرت الطريقة بواسطة الحجاج: وهذا سر انتشارها بسرعة خارقة في الحجاز واليمن على الخصوص.
وعلى الرغم مما وقع للسيد السنوسي من رقابة ومنافسة وعداء، فقد كان عدد المريدين في ازدياد، ولذلك أسس زوايا أخرى عدا الزاوية الرئيسية التي في جبل ابي قبيس في المدينة والطائف والحمراء وينبع وجدة) [1].
وكانت كل زاوية من هذه الزوايا عمل خاص (فزاوية أبي قبيس فيها مسجد شريف ومدرسة للتعليم ومساكن لقبول الزوار والمسافرين، وتكتظ هذه الزاوية بالناس في موسم الحج خاصة. أما زاوية جدة فكانت تستقبل الوافدين من المنسوبين للطريقة وغيرهم وتتولى إسكانهم وإعاشتهم مجاناً، فهي محل ضيافة عامة) [2].
واستطاع ابن السنوسي أن يساهم في تربية وتعليم القبائل من الحجاز، وارشدهم الى دينهم وعمل ابن السنوسي بالاضافة الى تأسيس الزوايا على تعليم مريديه بنفسه، فجلس في مكة يدرِّسهم الفقه والعلوم الأخرى. كما ألف لهم عدداً من

[1] انظر: الحركة السنوسية، ص89.
[2] انظر: سياحتي في صحراء أفريقيا، ص75.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست