responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 52
فيكم راقٍ؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب؛ فقال رجل منهم: نعم. فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب؛ فتبسم وقال: (وماأدراك أنها رقية؟) ثم قال: (خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم) [1] وقد علّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأمة كيف يفعلون مع مرضاهم، فكان - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى المريض يدعو له ويقول: (أذهب الباس. رب الناس واشف أنت الشافي. لا شفاء إلا شفاءً لايغادر سقماً) [2].
لقد كانت حادثة شفاء زعيم قبيلة العواقير على يدي ابن السنوسي مدخلاً عظيماً للدعوة الى الله في قبائل برقة واعتبره المؤرخ عبد القادر بن علي اول فتح لابن السنوسي في برقة والجبل الأخضر وأقام في نواجع العواقير مايقرب من الشهر واجتمعت على سيادته الناس من انحاء برقة لزيارته وطلب الدعاء منه [3]، وقد انتشرت بين الناس كرامات نسبت لابن السنوسي وقد ذكر الحشائشي أن ابن السنوسي عندما قدم من المغرب الى الحجاز على طريق قابس من أعمال تونس نزل بحي من أحياء العرب ولم يظهر الشيخ انه من العلماء وليس معه إلا أربعة أنفار، فأكرم نزله رب الحي المذكور لما رأى عليه من المهابة، فلما أراد المسير من عنده أهداه رب المكان بغلته ليركبها بالطريق فأخذها الشيخ من عنده ولما ركبها في اليوم الأول من سفره عثرت به فسقط من أعلاها وانكسرت ذراعه الأيمن من حينه ورجع الى رب الحي المذكور فتلقاه مذعوراً وفي الحال أحضر له أناساً عالمين بجبر الكسر، فطفقوا يعالجون الشيخ بمطارق من الحديد تحمى في النار ثم تجعل على محل الألم ومع ذلك فإن النار لم تؤثر في ذراعه؛ فتعجب الناس من ذلك وعرفوا فضله، ومن هناك أخذ الشيخ في الاشتهار [4].
إن المفتاح الكبير لقبائل برقة هو قناعتها بأن ابن السنوسي ولي من أولياء الله الصالحين ولذلك سمعت لنصائحه، واطاعت أوامره، فأرشدهم الى كتاب الله وسنة

[1] انظر: مسلم، كتاب السلام، باب جواز أخذ الأجرة على الرقية (4/ 1727) رقم 2201.
[2] انظر: مسلم، كتاب السلام، باب استحباب رقية المريض (1/ 1722) رقم 2191.
[3] انظر: الفوائد الجليلة (1/ 53).
[4] انظر: رحلة الحشائشي، ص145.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست