responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 50
والقزيري ... ) [1]. وكان العلامة المقرحي من طليعة علماء طرابلس وقد كلفه اشقر باشا مع غيره من العلماء بمناقشة الامام ابن السنوسي فما كاد يستمع إليه حتى تأثر به واصبح من اتباعه ومريديه.
وكان رأي العلماء الذين ناظروا ابن السنوسي بأنه نعمة من الله ساقها إليهم وفرح الباشا بذلك واعتذر لابن السنوسي، وقال له هذه بلادك والاهل اهلك، فأنفعهم بقدر استطاعتك ونحن في الحاجة الشديدة لامثالك، فأقام ابن السنوسي في طرابلس مدة يعلّم الناس ويذكرّهم ويبصرّهم بأمور دينهم، وتعلق الناس به، وسارت إليه الركبان [2].
ويذكر بعض المؤرخين أن الوالي العثماني علي عشقر أخذ عن ابن السنوسي طريقته وصار من أتباعه، ويبدو أن الدولة العثمانية كانت في حاجة ماسة الى يد قوية تستعين بها في ضبط الأمور على أساس استتباب الأمن واخماد الفتن والمصادمات في داخل البلاد التي استمرت سبع سنوات مضت قريباً [3] وأن الأحداث في تلك السنة كانت على أشدها حيث كانت الثورة مشتعلة في جبل نفوسة بقيادة غومة المحمودي، وسيف النصر في سرت ضد الدولة العثمانية واستطاع غومه المحمودي وسيف النصر أن يستقل كل منهما بمنطقته لفترة من الزمن مقابل دفع مبلغ معين للولاة، ثم تفاقم أمرهما، فعمل الوالي العثماني على الخلاص منهما ونجح في القبض عليهما، فأما غومه فنفاه من طرابلس، وأما عبد الجليل سيف النصر فقطع رأسه [4].
ولذلك حرص الوالي العثماني من الاستفادة من نفوذ ابن السنوسي في ليبيا وخصوصاً بعد أن ظهر منه حرصه على الأمن واجتماع الكلمة، ونبذه للتنافر والخصام بين جميع المسلمين وشعوبهم [5] وقد كانت نظرة الوالي العثماني تدل على بعده السياسي، وحرصه على الأمن واستقرار البلاد، وحبه للدعوة الى الله تعالي.

[1] انظر: السنوسي الكبير، للأشهب، ص104.
[2] انظر: الفوائد الجليلة (1/ 30).
[3] انظر: السنوسية دين ودولة، ص30.
[4] انظر: الحركة السنوسية، ص80.
[5] انظر: السنوسية دين ودولة، ص30.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست