اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 19
الصوفية المنحرفة)، وجعل فتح اله الشيرازي من أكابر علماء الشيعة من فارس مستشاره الشرعي، وهو شديد الوطأة على علماء أهل السنة، وألغى اللسان العربي من بلاطه وجعل الفارسي مكانه، وكان ميالاً الى التصوف المنحرف ويراه أرقى طريقة إسلامية، وهو على طريقة تصوف أهل وحدة الوجود، وله عقائد أخرى منها تناسخ الأرواح - أخذه عن البراهمة [1].
مما دعا الشيخ العالم ولي الله الدهلوي (ت1176هـ) في نهاية هذا العصر المغولي أن يقوم بجهود تكسر الجمود، وتطلق العقول لتتمش مع صلاحية الاسلام لكل زمان ومكان [2]، لكن انتهت دولة المغول في الهند، وطمعت البرتغال الكافرة في مسلمي الهند بسبب فساد ملوك هذه الدولة المغولية، وقامت حروب داخلية كثيرة، وتغلب فيها الهندوس واستعمرتها شركة الهند الشرقية الانجليزية حوالي 1175هـ [3].
وأما المغرب الأقصى:
كانت دولة العلويين تعاني من خلافات القبائل وثورات البربر ونزاع الطامعين على العرش، وتحاول جاهدة في الحفاظ على نفسها أمام أطماع الدول الاستعمارية، وقد كان لها قبل ذلك القرن اسطول بحري قوي حمى حدودها البحرية، وفرض احترامها على الدول الأوروبية ولكنها خسرته في عهد السلطان سليمان الذي اهمله واختار اتباع طريقة عقد المعاهدات مع الدول الأوروبية، وعندما حاول ابنه السلطان عبد الرحمن اعادة بناء الاسطول وقفت له تلك الدول بالمرصاد واجبرته على التخلي عن عزمه [4].
وبدأت الدول الأوروبية تستقطع من العالم الاسلامي دولاً كلما اتيحت لها الفرصة، لقد اهتز المسلمون لاحتلال الصليبيين لأجزاء من الوطن الاسلامي اهتزازاً [1] انظر: موجز تاريخ تجديد الدين واحيائه للمودوي، ص69 - 79. [2] المصدر السابق نفسه، ص79،80. [3] انظر: انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ص20،21. [4] انظر: الحركة السنوسية، ص12.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 19