اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 177
له، وقامت الحكومة بسجنهم، تنازل عن طلبه [1]، وعندما ناصبه العداء بعض العلماء تعصباً واندفاعاً وجموداً، واتهموه بالكفر، والمروق عن الاسلام، فقال ابن السنوسي عمن تولى الهجوم عليه، (عفى الله عن الشيخ عليش سامحه الله) [2].
ثالثاً: زهده:
كان ابن السنوسي زاهداً في الدنيا، راغباً في الآخرة، حريصاً على دعوة الناس للحق، ولم يحرص على جمع الأموال وحطام الدنيا الفاني وله اشعار تدل على زهده، وعلى حقيقة نفسه المنصرفة الى الله، المقبلة على متاع الروح، الزاهدة في لذائذ الدنيا ومتعها، وذلك إذ يقول:
إلا إنما الدنيا غضارة أيكة
إذا اخضر منها جانب جف جانب
هي الدار: ما الآمال إلا فجائع
علينا ولا اللذات إلا العطائب
ومالذة الأولاد والمال والمنى
لدينا ولا الآمال إلا المصائب
فلا تكتحل عيناك يوماً بعبرة
على ذاهب منها فإنك ذاهب
ومن أشعاره في التعبير عن زهده في الدنيا:
وهبني علمت الكيمياء ونلتها
وأتقنتها صبغاً واتقنتها صنعاً
ولخصت تسيير الكواكب كلها
ببحثي وتدقيقي ونلت بها مسعى
وملكت أموال البرايا بأسرها
وجالت يدي في أصفهان الى صنعا
أليس مصيري بعد ذلك كله
الى تحت هذا التراب في حالة شنعا
فقل للذي يمسى ويصبح همه
لغير رضا الرحمن: ياخيبة المسعى (3)
رابعاً: تواضعه:
ومن الصفات البارزة في شخصية ابن السنوسي صفة التواضع، فعندما دخل [1] المصدر السابق نفسه، ص58. [2] انظر: السنوسي الكبير، ص26.
(3) انظر: دراسات وصور للحاجري، ص303.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 177