responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 157
والصوفي [1]، وقد بين سبب كتابة هذا الكتاب فقال: (فقد وقع الاجتماع في بعض ماقدر لنا من الرِّحل حال الترحال من محل الى محل بجماعة وافرة وعصابة فاخرة ذوي علوم زاخرة، وخيم عاطرة، فكم فيها جهابذة نحارير وأئمة نقد فائق التحارير مابين مريد السلوك الى عرفان مالك الملوك، ومريد الأخد والاجازة رائم التبرك بأسانيد من أجازه، في أقطار واسعة برحابها الشاسعة منهم زمر بنواحي الأعراض وأطراف الجريد وآخرون بطرابلس الغرب وآخرون مراسلون من تونس وما حواليها من البلاد ... وآخرون بالمعمور من زوايا برقة القافرة .. فحصلت بيننا وبين من أمكن الاجتماع به منهم المؤاخاة الأكيدة والخلة السديدة مع تواتر المزاورات ولذيذ المحاورات؛ فتشوقت إذا ذاك انفسهم الزكية .. الى الأخذ والإجازة بما لها من القوانين المستجازة؛ فطلبوا لذلك من هذا العبد الحقير، البائس الفقير الأجازة والإخبار بجميع مروياته؛ وما وصل إليه من هذا الشأن ولا من فرسان ذلك الميدان. بل لا أرى نفسي أهلا لأن يجاز فضلاً عن أن يستجاز كما قيل:
فلست بأهل إن أجاز فكيف أن
أجيز ولكن الجنون فنون
ولكنهم لعظيم فضلهم وعلو مكانتهم، وجزالة قدرهم، وشغوف استكانتهم، لايستطاع ردهم، ولا يخيب قصدهم، فكان كالمسوغ لذلك الخطب الهائل، لعاري الأهلية ذي الجيل العاطل؛ تمثلاً بما قيل:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام رباح
إذ مالايدرك كله لايترك قلّه، استرواء بالثمد الضنين عند فقد المعين ويرحم الله القائل:
لعمر أبيك ما نُسِبَ المعُلاّ
الى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اقشعرت
وصُوّح نبتها رُعى الهشيم

[1] انظر: الحركة السنوسية، ص139.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست