responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 711
وكان للفرزدق أخٌ شاعر وهو هميم وهو القائل:
لعمر أبيك فلا تكذبن ... لقد ذهب الخير إلا قليلا
وقد فتن الناس في دينهم ... وخلىَّ ابن عفان شراً طويلا (1)

3 ـ جرير: هو جرير بن عطية بن الخطفي التميمي البصري مدح خلفاء بني أمية، وشعره مدون [2]، وقد مدح عبد الملك ووصفه بأنه ركن الدين، والحفيظ عل أحكام الشرع، ولولاه ما اجتمع المسلمون في صلواتهم في المساجد في الجمع، ثم يصفه بأنه أمين الله، والمبارك الذي يهدي به الله عباده، ويقول إن أوامره ميمونة مطاعة وإن الله فضل بني أمية على غيرهم من أهل البدع، يريد الأحزاب المعادية لبني أمية [3]، حيث قال:
لولا الخليفة والقرآن يقرأه ... ما قام للناس أحكام ولا جمع
أنت الأمين أمين الله لا سرف ... فيما وليت ولا هيابة ورع (4)
أنت المبارك يهدي الله شيعته ... إذا تفرقت الأهواء والشيع
فكل امرئ على يمن أمرت به ... فينا مطاع ومهما قلت يستمع
يا آل مروان إن الله فضلكم ... فضلاً عظيماً على من دينه البدع (5)

ومدح عبد الملك بقصيدة جاء فيها:
سأشكر إن رددت علي ريشي ... وأنبت القوادم من جناحي
ألستم خير من ركب المطايا ... وأند العالمين بطون راح

فقال عبد الملك: من مدحنا فليمدحنا بمثل هذا أو ليسكت ووهبه مائة ناقة، فسأله الرعاء، فوهبه ثمانية أعبد، ورأى صحاف ذهب بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين والمحلب [6]، وأشار إليها، فنحاها إليه بالقضيب وقال: خذها لانفعتك [7]. وكان في جرير على هجائه للناس عفة ودين، وحسن خلق، ورقة طبع، اتفق علماء الأدب وأئمة نقد الشعر، على أنه لم يوجد في الشعراء الذين نشأوا في ملك بني أمية أبلغ من جرير والفرزدق والأخطل وإنما اختلفوا في أيهم أشعر [8]. وإن لجرير في كل باب من الشعر أبياتاً سائرة، هي الغاية التي يضرب بها المثل:

(1) الشعر والشعراء (1/ 472).
[2] سير أعلام النبلاء (4/ 591).
[3] أدب السياسة في العصر الأموي صـ147، 148.
(4) سرف: متجاوز الحد. ورع: جبان.
(5) ديوان جرير صـ355.
[6] المحلب: الإناء.
[7] شذرات الذهب (2/ 57).
[8] جواهر الأدب (2/ 151).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 711
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست