responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 70
ابن المطهّر الحلِّي الشيعي المتوفي سنة 726 هـ، بل زاد: أن عثمان رضي الله عنه ضرب أبا ذرٍّ ضرباً وجيعاً، ورد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رداً جامعاً قوياً [1]، وكان سلف هذه الأمَّة يعلمون هذه الحقيقة، فإنَّه لما قيل للحسن البصريِّ: عثمان أخرج أبا ذرِّ؟ قال: لا، معاذ الله [2]. وكان ابن سيرين إذا ذُكر له: أنَّ عثمان رضي الله عنه سيَّر أبا ذرّ، أخذه أمرٌ عظيم، ويقول: هو خرج من نفسه، ولم يسيِّره عثمان [3]، وكما تقدم في الرِّواية الصحيحة الإسناد: أنَّ أبا ذرّ رضي الله عنه لمَّا رأى كثرة النَّاس عليه خشي الفتنة، فذكر ذلك لعثمان كأنه يستأذنه في الخروج، فقال له عثمان رضي الله: إن شئت تنحيت، فكنت قريباً [4]. كما أن أبا ذرِّ رضي الله عنه لم يتأثر لا من قريب ولا من بعيد بآراء عبد الله بن سبأ اليهوديِّ، وقد أقام بالرَّبذة حتى توفيِّ، ولم يحضر شيئاً مما وقع في الفتن [5]، ثمَّ قد روى حديثاً من أحاديث النَّهي عن الدخول في الفتنة [6]، وبعد وفاة أبي ذرِّ رضي الله عنه ضمّ أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه عياله إلى عياله [7]، فرضي الله على جميع الصحابة الأبرار، الطيبين الأطهار

11 ـ اتهام عثمان رضي الله عنه بإعطاء أقاربه من بيت المال:
اتُّهم عثمان رضي الله عنه من قبل الغوغاء، والخوارج بإسرافه في بيت المال، وإعطائه أكثره لأقاربه، وقد ساند هذا الاتِِّهام حملة دعائية باطلة قادها أعداء الإسلام ضدَّه، وتسرَّبت في كتب التاريخ، وتعامل معها بعض المفكِّرين، والمؤرخين على كونها حقائق، وهي باطلة لم تثبت، لأنها مختلقة، والذي ثبت من إعطائه أقاربه أمور تعد مناقبه، لا من المثالب [8] فيه. إن عثمان رضي الله عنه كان ذا ثروة عظيمة، وكان وصولا للرحم [9] يصلهم بصلات كثيرة وفيرة، فنقم عليه أولئك الأشرار، وقالوا بأنَّه إنما كان يصلهم من بيت المال، وعثمان قد أجاب عن موقفه هذا بقوله: وقالوا: إني أحبُّ أهل بيتي، وأعطيهم .. فأمّا حبِّي لهم؛ فإنَّه لم يمل معهم إلى جور، بل أحمل الحقوق عليهم .. وأما إعطاؤهم، فإني إنّما أعطيهم من مالي، ولا استحلُّ أموال المسلمين لنفسي ولا لأحد من الناس، وقد كنت أعطي العطية الكبيرة الرَّعية من صلب مالي أزمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وأنا يومئذ شحيح حريص، أفحين أتيت على أسنان أهل بيتي [10]، وفني عمري، وودَّعت الذي لي في أهلي، قال الملحدون ما قالوا [11]؟ وكان عثمان قد قسم ماله، وأرضه في بني أميه، وجعل ولده كبعض مَنْ يعطي، فبدأ ببني أبي

[1] منهاج السنة لابن تيمية (6/ 183).
[2] تاريخ المدينة (1037) إسناده صحيح.
[3] المصدر السابق.
[4] البخاري، ك: الزَّكاة رقم 1406.
[5] أحداث الفتنة الأولى بين الصحابة في ضوء قواعد الجرح والتعديل ص174
[6] المصدر نفسه ص174
[7] تاريخ الطبري (5/ 314)
[8] عثمان بن عفان للصَّلاَّبي ص148
[9] فصل الخطاب في مواقف الأصحاب ص82
[10] جاوزت أعمارهم.
[11] تاريخ الطبري (5/ 356).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست