responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 699
حصلت مؤامرة على سلب الخلافة من علي بن أبي طالب الذي هو الوصي في نظره، وطريقته في سياق الاتهامات ـ الباطلة ـ هي طريقة قومه من أهل التشيع وهي إما اختلاق الخبر بالكلية [1]، أو التزيد في الخبر ([2]
والإضافة عليه أو عرضه في غير صياغه ومحله حتى يتحرف معناه، ومن الملاحظ أنه عندما ذكر الخلفاء الأمويين وصفهم بالملوك وعندما ذكر خلفاء بني العباس وصفهم بالخلفاء، كما وصف دولتهم في كتابه البلدان باسم الدولة المباركة [3]، مما يعكس نفاقه وتستره وراء شعار التقية وهذا الكتاب يمثل الانحراف والتشويه الحاصل في كتابة التاريخ الإسلامي، وهو مرجع لكثير من المستشرقين والمستغربين الذين طعنوا في التاريخ الإسلامي وسيرة رجاله، مع أنه لا قيمة له من الناحية العلمية إذ يغلب على القسم الأول القصص والأساطير والخرافات، والقسم الثاني كتب من زاوية نظر حزبية، كما أنه يفتقد من الناحية المنهجية لأبسط قواعد التوثيق العلمي [4]. هذا هو اليعقوبي الذي اعتمده المؤرخون المتأخرون في روايته قصة بناء مسجد قبة الصخرة أو مسجد بيت المقدس على حد تعبيره، وعلينا أن نتحفظ من رواية اليعقوبي الآنفة الذكر ونعتبرها خارجة عن الإطار المقبول لأنه لا يعقل رجل بمستوى عبد الملك في دهائه ومكره وعقله وفقهه يضع نفسه موضع شبهة الكفر، فيصد الناس عن الحج إلى بيت الله الحرام [5]، هذا من ناحية العقل والمنطق، وأما من ناحية السند فقد بينا ولم نسمع أن أحداً من خصوم الأمويين أوردوا ذلك في مطاعنهم على عبد الملك ـ سوى الشيعة ـ. كما أن الإمام الزهري لم يلتق بعبد الملك إلا بعد مقتل ابن الزبير، فقد نقل الذهبي عن الليث بن سعد أنه قال: قدِم ابن شهاب على عبد الملك سنة اثنين وثمانين [6]. وقد نص على أن ابن الزبير قتل سنة 72هـ [7]، وبعد مقتله استوثقت الممالك لعبد الملك [8]، فليس هو في حاجة لمن يضع له أحاديث لصرف الناس عن الحج والزهري لم يكن عند مقتل ابن الزبير ذائع الصيت عند الأمة الإسلامية بحيث تتقبل منه حديثاً موضوعاً يلغي به فريضة الحج الثابتة بالقرآن والأحاديث الصحيحة وذلك لصغر سنه، فإنه قد ولد بعد الخمسين من الهجرة [9]، وصداقته بعبد الملك وتردده عليه لا يقدح في أمانته ودينه، وأما حديث شد الرحال فهو صحيح رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم من العلماء، قال عنه ابن تيميه: وهو حديث مستفيض، متلقى بالقبول، أجمع أهل

[1] منهج كتابة التاريخ الإسلامي صـ431.
[2] المصدر نفسه صـ431 ..
[3] كتاب البلدان لليعقوبي صـ432.
[4] منهج كتابة التاريخ الإسلامي صـ432.
[5] تجديد الدولة الأموية صـ214.
[6] موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية صـ136.
[7] سير أعلام النبلاء (4/ 247).
[8] المصدر نفسه (4/ 247).
[9] السنة ومكانتها في التشريع صـ218.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 699
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست