responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 697
توجيه الخليفة عبد الملك [1]، وقد بنيت مدينة تونس طبقاً لأهداف سياسية استراتيجية، وأهداف اقتصادية إجتماعية تبناها الخليفة عبد الملك، أما الأهداف السياسية البعيدة المدى، فيتضح ذلك بوضع حد لاعتداءات الروم والمتمثلة بإغارتهم على الساحل الإفريقي، والسبيل الأمثل هو إيجاد قاعدة بحرية، وصناعة بحرية قادرة على إنشاء أسطوله مهمته صد العدوان الرومي بادي الأمر، ثم الانتقال من مرحلة التصدي إلى الغزو والفتح فيما بعد، وقد تمثل تطبيق هذه المرحلة من قبل الخليفة عبد الملك فقام بالإيعاز لشقيقه والي مصر: عبد العزيز بن مروان، لإرسال ألفي قبطي من مهرة الصناع لإقامة صناعة مراكب بحرية وقام هؤلاء بالمهمة الموكلة إليهم خير قيام، وأما الهدف الثاني: فيتمثل بإيجاد حياة إجتماعية بايجاد المؤسسات القادرة على خدمة الأفراد، فأقام في المدينة المسجد الجامع ودار الإمارة وثكنات للجند للمرابطة وأخذ يقوم بتدوين الدواوين [2]، تنظيم الخراج والعناية بالدعوة الإسلامية بين البربر، فقام بإرسال الفقهاء ليعلموهم اللغة العربية والدين الإسلامي [3]، وسارت المدينة لتكون معسكراً حربياً في البداية، ومركز استيطان وإدارة لدعم الفتوحات وأخيراً مركزاً حضارياً ومركز إشعاع فكري وعلمي وثقافي [4]. وهكذا رسخ الخليفة عبد الملك بن مروان إقدام الدولة الأموية بتأسيس مدينة تونس، وقطع دابر الغارات اليبزنطية بإيجاد مدينة إسلامية مرتبطة بالأهداف العليا للدولة [5].

3 ـ بناء مسجد قبة الصخرة:
بنى هذا المسجد الخليفة عبد الملك بن مروان وسماه الأوربيون خطأ مسجد عمر، وقد رصد الخليفة لأعماره أموالاً طائلة [6]، قال ابن كثير: ولما أراد عبد الملك عمارة بيت المقدس وجه إليه بالأموال والعمال ووكل بالعمل رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه، وجمع الصناع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس، وأرسل إليه بالأموال الجزيلة الكثيرة، وأمر رجاء بن حيوة ويزيد أن يفرغا الأموال إفراغاً ولا يتوقفا فيه، فبثوا النفقات وأكثروا، فبنوا القبة فجاءت في أحسن البناء، وفرشاها بالرخام الملون وحفاها بأنواع الستور، وأقاما لها سدنة وخداماً بأنواع الطيب والمسك والعنبر وماء الورد والزعفران، يعملون منه غاليه ويبخرون القبة والمسجد من الليل، وجعلا فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل الذهبية والفضية شيئاً كثيراً، وفرشاها بأنواع البسط الملونة، وكانوا إذا أطلقوا البخور شمَّ من مسافة بعيدة، وقد عملوا فيها من الإشارات والعلامات المكذوبة شيئاً كثيراً

[1] تجديد الدولة الأموية صـ200.
[2] البيان المغرب (1/ 38).
[3] المصدر نفسه (1/ 38).
[4] تجديد الدولة الأموية صـ203.
[5] المصدر نفسه صـ203.
[6] المصدر نفسه صـ206.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 697
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست