responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 694
السكة في بلاده ويستغنى عن الدنانير التي تأتيه من بلاد الروم [1]. على أن الأمر يبدو أوسع من هذا، فقد كان في بلاد المسلمين نقود فارسية ونقود حميرية قديمة، وغيرها، وقد حاول الخلفاء من قبله ضرب النقود، بل يرجع إلى عمر بن الخطاب أنه ضرب الدراهم لكنه استبقى عليها العبارات الفارسية، وأضاف بعض العبارات العربية فيها كقول ((جائز))، واستمر ضرب النقود في عهد عثمان ومعاوية وابن الزبير، فكان من الطبيعي أن يستأنف عبد الملك عمله، وهو ما فعل. على أن عبد الملك يمتاز بأنه وضع لذلك مخططاً واضحاً، فليست القضية قضية إنشاء مصنع للنقود، ونقل السكة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية فحسب، بل يدخل في هذا الأمر وزن النقود وشكلها [2]. وقد تحدث المؤرخون عن أسباب دينية وسياسية واقتصادية قد لعبت دوراً أساسياً في بناء موقف الخليفة، تتلخص هذه الأسباب على الشكل التالي:
1 ـ كان الخليفة حريصاً على صبغ الدولة الأموية بصبغة إسلامية، ولذا فإن الإصلاح النقدي يندرج ضمن خطة شاملة لتعريب مؤسسات الدولة [3].
2 ـ حرص الخليفة على إنهاء التبعية الاقتصادية للدولة البيزنطية التي كانت تسيطر دنانيرها الذهبية على الجانب النقدي من اقتصاديات الدولة [4].
3 ـ توقف حجم السيولة النقدية للدولة الأموية على ما يرد عليها من الدولة البيزنطية، مما يعرضها لأزمات اقتصادية حادة، خاصة في حالات انقطاع هذه السيولة بسبب ممارسة ضغوط اقتصادية، أو نشوب معارك حربية أو نحوها.
4 ـ سيطرت الدولة على مصادر عرض النقود، وضمان تخليصها من الغش وكسب ثقة الناس في النقود المتداولة.
5 ـ حاجة الدولة الفعلية إلى عملة داخلية موحدة ومنضبطة حتى تستوفي بها حقوقها لدى الأفراد، وتسهل لها القيام بوظائفها الاقتصادية [5].
6 ـ إن إصدار النقود يعبر عن السيادة الكاملة للدولة الإسلامية ويحررها من النفوذ الأجنبي [6]، فقد أراد عبد الملك بن مروان أن يقيم سلطانه على أساس اقتصادي مستقل عن بيزنطة وعدم الارتباط بنقدها، كما أن إصدار أول دينار إسلامي يرتبط بحالة الصراع مع البيزنطيين حيث استطاع الخليفة أن يوجه ضربة اقتصادية موجعة للدولة البيزنطية.

[1] حياة الحيوان للدميري (1/ 91 ـ 94).
[2] الدولة الأموية: يوسف العشي صـ234.
[3] تاريخ بلاد الشام الاقتصادي في العصر الأموي صـ320.
[4] التطور الاقتصادي في العصر الأموي صـ145.
[5] التطور الاقتصادي في العصر الأموي صـ145.
[6] تاريخ بلاد الشام الاقتصادي صـ321.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 694
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست