responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 693
وأصبحت مناطق دور صناعة السفن الحربية مناطق جذب سكاني [1]، ولم تكن السفن الحربية تختلف كثيراً عن السفن التجارية، وقد تطورت صناعة السفن التجارية في ولاية الحجّاج بصفة عامة [2]، وكان من أشهر أماكن صناعتها البحرين ومدينةواسط بالعراق [3].

4 ـ صناعة البردي في مصر: كان لهذه الصناعة أهميتها الخاصة، ذلك لأن البردي كان يستخدم قبل ظهور صناعة الورق آنذاك في المكاتبات وأعمال الدولة وكانت الدولة تشرف على الإنتاج إشرافاً مباشراً لأهمية تلك الصناعة، وكانت صادرات البردي تدر أرباحاً طيبة، وما ذكر عنها من تطور أنها استبدلت العبارات البيزنطية التي كانت تطبع على البردي المخصص للتصدير بعبارات دينية إسلامية، وكان ذلك في عهد عبد الملك [4].
5 ـ صناعات وحرف أخرى: ومن أهمها، حرفة الحدادة والصناعات الخشبية، صناعة الحلي والمجوهرات [5].
سادساً: إحداث دور ضرب العملة وتعريب النقد:
كانت عوامل عديدة تتجمع في الأفق كلها تشير إلى وجوب حدوث تطور كبير في نظام العملة المتعارف عليه في العالم الإسلامي بعد أن اتسعت رقعته ذلك الاتساع الكبير، واستقرت أحواله الداخلية بعد مضي فترة من خلافة عبد الملك بن مروان، فقد كان العالم الإسلامي يتعامل حتى ذلك الوقت بالعملة المالية لفارس والروم من دراهم، ودنانير، وهذه العملات المالية قد تناقصت كمياتها المتداولة بشكل يثير القلق بعد انهيار الإمبراطورية الفارسية واضطراب الأحوال في إمبراطورية الروم، فلم يعد حجم هذه العملات المتوافر يكفي لتغطية النشاط التجاري والاقتصادي والحاجة المالية للدولة الإسلامية الواسعة والنشيطة ([6]
وقد قام عبد الملك بتعريب النقد تعريباً نهائياً وأحدث دور الضرب التي تضرب فيها الدنانير، وجعلها بإشراف الخلافة، ويود المؤرخون أن يشعرونا بأنه فعل ذلك لأنه تخاصم مع ملك الروم فيقولون: إن الروم كانوا يأخذون من البلاد العربية صحائف البَرْدي، وأمر عبد الملك أن يكتب على رأس صحائف البردي ((شهد الله أن لا إله إلا هو))، فغضب لذلك ملك الروم، وكان محتاجاً إلى البردي، فهدد بأن يطبع على الدنانير عبارات القذف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم، إن استمرت تلك العبارة على صحف البردي، فاعتمد عبد الملك أن يضرب

[1] المصدر نفسه صـ240.
[2] التطور الاقتصادي في العصر الأموي صـ242.
[3] المصدر نفسه صـ242.
[4] المصدر نفسه صـ243.
[5] المصدر نفسه صـ244.
[6] الدولة الأموية المفترى عليها صـ428.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 693
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست