الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار - الصلابي، علي محمد

اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 689

[3] ـ حالة القلق التي انتابت المزارعين الذين بقوا في أراضيهم مما دفعهم لتسجيل أراضيهم لأسماء الأمراء والأشراف ـ وهو ما يعرف بالإلجاء طلباً للحماية، ومن أمثلة ذلك إلجاء كثير من المزارعين أرضيهم بمسلمة بن عبد الملك للتعزز به [1].
4 ـ حدوث نقص كبير في الإنتاج الحيواني، وبالذات حيوانات الحرث، مما دفع والي العراق إلى إصدار أمر يقضي بمنع ذبح الأبقار [2] في أحد خطوات علاج الأزمة كما قام بتوريد كمية من الجواميس من إقليم السند لسد العجز الحاصل في دواب التنمية الزراعية [3].
ومع ذلك فقد كانت خلال هذه الفترة مجموعة من الإجراءات والمشاريع التي خففت من حدة التدهور الزراعي بالمنطقة خلال عهد عبد الملك وكان من أبرزها ما يلي:
1ـ عملية نقل الأيدي العامة الزراعية من منطقة إلى منطقة أخرى، بهدف أحداث تنمية زراعية من الجهة المنقول إليها ومن أمثلة:
أـ نقل الحجّاج بن يوسف عدداً من مزارعي بلاد السند بأهليهم وجواميسهم وأسكانهم في أرض موات، فأحيوها [4].
ب ـ نقل رؤوس الأموال إلى مناطق فقيرة لتنميتها، ومثال ذلك إسكان قتيبة بن مسلم لمجموعة من العرب في سمرقند [5]، ومعلوم أن العرب كانوا من أعلى الناس ثروة في العصر الأموي [6].

رابعاً: تطور التجارة:
مر تطور التجارة الداخلية في عهد عبد الملك بمرحلة ضعف بسبب عوامل أثرت على حجم التجارة الداخلية، كان من أبرزها ما يلي:
1 ـ كثرة الفتن والقلاقل الداخلية التي عصفت بمعظم أركان الدولة الأموية، ومن المعلوم بداهة أن الاستقرار السياسي والأمن الداخلي هي من أولويات ازدهار التجارة الداخلية ونموها، ومع افتقادهما في الدولة الأموية بشكل كبير تعثرت التجارة الداخلية.
2 ـ نقص السيولة النقدية.
3 ـ صعوبة دفع الأثمان للصفقات التجارية، وعلى جهة الخصوص الكبيرة منها.
4 ـ ارتفاع نسبة الضرائب على التجارة حيث روي أنها وصلت [7] إلى 33%.

[1] الخراج والنظم المالية للريس صـ260.
[2] التطور الاقتصادي في العصر الأموي صـ199.
[3] فتوح البلدان صـ368 للبلاذري.
[4] الخراج والنظم المالية للدولة الأموية صـ215.
[5] التطور الاقتصادي في العصر الأموي صـ200.
[6] المصدر نفسه صـ200.
[7] المصدر نفسه صـ216.

اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 689

صيغة PDF

شهادة

الفهرست