responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 677
هذه هي أهم الخطوط العامة لسياسة عبد الملك في إدارة شؤون الدولة

خامساً: من أهم ولاة عبد الملك الحجّاج بن يوسف الثقفي:
هو الحجّاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، أبو محمد سمع ابن عباس وروى عن أنس وسمُرة بن جندب، وعبد الملك بن مروان، وأبي بردة بن أبي موسى وروى عنه أنس بن مالك وثابت البناني، وحميد الطويل، ومالك بن دينار، وقتيبة بن مسلم [1].

1 ـ بداية ظهوره: كان الحجّاج وأبوه يعلمان الغلمان بالطائف ثم قدم دمشق، فكان عند روح بن زنباع وزير عبد الملك فشكا عبد الملك إلى روح أنَّ الجيش لا ينزلون لنزله، ولا يرحلون لرحيله، فقال روح: عندي رجلٌ توليِّه ذلك فولى عبد الملك الحجّاج أمر الجيش، فكان لا يتأخر أحد في النزول والرحيل، حتى اجتاز إلى فسطاط روح بن زنباع وهم يأكلون، فضربهم وطوّف بهم، وأحرق الفسطاط، فشكا روح ذلك إلى عبد الملك فقال للحجّاج: لم صنعت هذا فقال: لم افعله إنما فعلته أنت، فإنَّ يدي يدُك وسوطي سوطك، وما ضرّك إذا أعطيت روحاً فسطاطين بدل فسطاطه وبدل الغلام غلامين، ولا تكسُرني في الذي وليّتني؟ ففعل ذلك وتقدم الحجّاج عنده [2].
2 ـ رأي الذهبي فيه: كان ظلوماً، جباراً خبيثاً سفّاكاً للدماء وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيم للقرآن إلى أن قال: فنسبه ولا نحبه، بل نبغضه في الله، فإن ذلك من أوثق عري الإيمان وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمره إلى الله وله توحيد في الجُملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء [3].
3 ـ رأي ابن كثير فيه: وكانت فيه شهامة عظيمة وفي سيفه رهق [4]، وكان يغضب غضب الملوك، وكان ـ فيما يزعم ـ يتشبه بزياد بن أبيه، وكان زياد يتشّه بعمر بن الخطاب فيما يزعم أيضاً ولا سواء ولا قريب [5]، وقال: وبالجملة فقد كان الحجّاج نقمة على أهل العراق بما سلف من الذنوب والخروج على الأئمة وخذلانهم لهم وعصيانهم ومخالفتهم، والافتيات عليهم [6]، وقال: .. وكان جباراً عنيداً مقداماً على سفك الدماء بأدنى شبهة. وقد رُوِي عنه ألفاظ بشعة شنيعة

[1] البداية (12/ 507).
[2] المصدر نفسه (12/ 509).
[3] سير أعلام النبلاء (4/ 343).
[4] البداية والنهاية (12/ 510) الرهق: الهلاك والظلم.
[5] المصدر نفسه (12/ 510).
[6] المصدر نفسه (12/ 536).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 677
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست