responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 672
من المطر، ويحميهم من الضباب، ويحرسهم من الذئاب، يا أهل الشام أنتم الجبة والرداء وأنتم العدة والجداء [1]، ولا غرابة في ذلك فملك بني أمية قام على أكتاف قبائل الشام وجنودها.

3 ـ الشخص المناسب في المكان المناسب: وقد حرص على تحقيق هذا المبدأ وكان يوكل المهمات لأصحابها ففي رسالة جوابية أرسلها الخليفة عبد الملك إلى خالد بن عبد الله أمير البصرة، سنة 72هـ قال له فيها: .. فقبح الله رأيك حين تبعث أخاك إعرابياً من أهل مكة عل القتال، وتدع المهلب إلى جنبك يجبي الخراج، وهو الميمون النقيبة الحسن السياسية البصير بالحرب المقاسي لها ابنها وابن أبنائها ... فإذا أنت لقيت عدوك فلا تعمل برأي حتى تحضره المهلب وتستشيره فيه [2]، كما كان يحسن معاملة قادته وحاشيته ويكرمهم ويمن عليهم، ويواسيهم، ويزورهم إذا مرضوا [3].
4 ـ متابعة أخبار العمال والولاة: فقد كان يقظاً وحريصاً على نزاهة عماله، واستقامة أخلاقهم وبعدهم عن الشبهات فعندما بلغه أن عاملاً من عماله قبل هدية فاستدعاه إليه ثم سأله: أقبلت هدية منذ وليت؟ قال: يا أمير المؤمنين بلادك عامرة، وخراجك موفور ورعيتك على أفضل حال قال: أجب فيما سألتك عنه، أقبلت هدية منذ وليتك؟ قال: نعم، قال: إن كنت قبلت ولم تعوض إنك للئيم ولئن كنت أنلت مهديها من غير مالك، أو استكفيته ما لم يكن مثله مستكفاه، إنك لخائن جائر وما أتيت أمر، لا تخلو فيه من دناءة أو خيانة أو جهل مصطنع، وأمر بصرفه عن عمله [4].
5 ـ تقديم الأقرباء في المناصب وحفظ التوازن القبلي:
كان الخليفة عبد الملك في اختياره لعماله قد حبذا أقرباءه من أفراد البيت الأموي بالدرجة الأولى، واستعملهم في المناصب المختلفة، إلا أنه كان يراقبهم مراقبة دقيقة، ويعزل من أظهر عجزاً أو أخفق في عمله، كما أنه استخدم ولاته على الأقاليم في الأغلب من قبائل عرب الشمال ((مضر)) بينما اختار موظفي إدارته إلى حد كبير من قبائل عرب الجنوب ((اليمن)) ويبدو أن هذه كانت إحدى الوسائل التي اتبعها الخليفة لحفظ التوازن القبلي [5].

[1] سراج الملوك صـ118، الإصلاحات المالية صـ195، ومعنى الظليم الرامح: كذكر النعام الذي يدافع عن فراخه.
[2] تاريخ الطبري نقلاً عن الإصلاحات المالية صـ195.
[3] الإصلاحات المالية والترتيبات الإدارية صـ195.
[4] مروج الذهب (3/ 125).
[5] الإصلاحات المالية والترتيبات الإدارية صـ196.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 672
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست