responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 659
ويلاحظ كثرة التواقيع [1]، في مراسلات الخليفة عبد الملك مع الحجاج بن يوسف الثقفي والتي تؤكد أهمية ديوان الرسائل وتطوره، وتوضح في جانب منها طبيعة سياسة الخليفة الإدارية فوقع مثلاً في كتاب أرسله إلى الحجاج: جنبني دماء بن عبد المطلب فليس فيها شفاء من الطلب [2]، وجاء في كتاب للحجاج: أرفق بهم فإنه لا يكون مع الرفق ما تكره ومع الخرق ما تحب [3]، ونظرا لأهمية الرسائل فإن الخليفة عبد الملك بن مروان، وكذلك الحجاج لم يستخدما في هذا الديوان إلا من هو موضع ثقة وأمانة وإخلاص كما اُختير الكتاب الحاذقون الذين يجمعون بين الخبرة الإدارية وفي كتابة الرسائل وإجادة أسلوب المخاطبة، ومن اشهر من استخدمهم الخليفة عبد الملك قبيصة بن ذؤيب، وبلغ من علو مكانته انه كان يطلع على الكتب الواردة إلى الخليفة قبل أن يعرضها على الخليفة نفسه [4] ومن كتابه المشهورين روح بن زنباع الجذامي، وكان روح هذا على جانب كبير من العلم والأمانة إذ كان يقول فيه عبد الملك: ما أعطى أحد ما أعطى أبو زرعة ـ وكانت كنيته: أعطى فقه الحجاز، ودهاء أهل العراق، وطاعة أهل الشام [5]، والحق أن عبد الملك سلسل الأمور في أعمال الدولة تسلسلاً دقيقاً ووضع في ديوان الرسائل موظفين عارفين، وعلى رأسهم مستشاره الخاص، يستشيره في الرسائل التي يرسلها إلى الأقطار والتي ترد منها [6].

2 ـ ديوان العطاء: أدرك الخليفة عبد الملك بن مروان أهمية العطاء وبدأ العطاء في عهده يرتبط بشكل واضح بالنواحي العسكرية والسياسية ففي سنة 69 هـ، خرج عبد الملك لقتال مصعب بن الزبير، فتخلف بعض من أهل الشام عن الخروج معه، فأخذ خمس أموالهم من عطاء سنة 70 هـ على الرغم من حبه العميق لهم [7]، كما كان عبد الملك يضطر أحياناً وتحت ضغط الظروف إلى زيادة العطاء أو إدخال أناس آخرين في الديوان، كما فعل حين تمرد الجراجمة في لبنان، إذ أعلن قائده سحيم بن المهاجر على لسان الخليفة: من أتانا من العبيد فهو حر ويثبت في الديوان، فانفض إليه خلق كثير [8]، كما استخدم سلاح زيادة العطاء أيضاً ضد عبد الله بن الزبير، حينما نادى الحجاج جنده قائلاً: يا أهل الشام قاتلوا على أعطيات عبد الملك ([9]

[1] الإصلاحات المالية والتنظيمات الإدارية صـ137.
[2] العقد الفريد (4/ 207).
[3] خاص الخاص للثعالبي صـ87.
[4] أنساب الأشراف للبلاذري (5/ 356).
[5] البيان والتبيين (2/ 77) الإصلاحات المالية صـ138.
[6] الدولة الأموية، يوسف العشي صـ230.
[7] سراج الملوك للطرطوش صـ118.
[8] الكامل في التاريخ نقلاً عن الإصلاحات المالية والإدارية صـ131.
[9] الإصلاحات المالية والإدارية صـ131.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 659
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست