responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 657
شعبي فانصرفت [1]، ولم يقتصر العفو على الشعبي لأنه فقيه أهل العراق فقد عفا عن أشخاص من عامة الناس لصدقهم فيروي أنه أتى بأسيرين، فأمر بقتلهما فقال أحدهما إن لي عندك يداً، قال: ما هي قال: ذكر ابن الأشعث يوماً أمك بسوء فنهيته فقال الحجّاج ومن يعلم ذلك؟ قال: هذا الأسير الآخر فسألة الحجّاج فصدقه فقال له الحجّاج: لم لم تفعل كما فعل؟ قال: ينفعني الصدق عندك؟ قال: نعم، قال: منعني البغض لك ولقومك. فقال الحجّاج: خلوا عن هذا لفعله وعن هذا لصدقه [2].

8 ـ توحيد الدولة والقضاء على الثورات الداخلية:
استطاع عبد الملك أن يقض على كل الحركات الداخلية وقد ذكرت أهم هذه الثورات، كثورة الأزارقة، والصفرية، وابن الأشعث، وهناك حركات أخرى ذكرتها كتب التاريخ كحركة مطرف بن المغيرة بن شعبة، وعبد الله بن الجارود، وحركة الأزد في عمان، وفي نهاية المطاف تغلب عبد الملك عليها واحدة تلو الأخرى ووضع الأساليب المناسبة لتحقيق الأهداف المخططة لذلك وقد أثبتت الأحداث قدرة الخليفة عبد الملك بن مروان على معرفة الأحداث معرفة جيدة، ثم السيطرة على هذه الأحداث والقدرة على احتوائها، باستئصال خصومه حيناً، والتسامح معهم حيناً آخر، ضمن خطة سياسية ومنهج قائم على أهداف واضحة، أدت إلى النتائج المتوخاة، وهي إعادة الوحدة السياسية مرّة أخرى، مما أدى إلى إيجاد علاقات جديدة مع الدولة البيزنطية، والقيام بفتوحات جديدة في الشرق والغرب ثم القيام بالعديد من الإصلاحات الجديدة، منحت سياسته الداخلية والخارجية قدرة على التخطيط الشامل الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة (3)

المبحث الثالث: النظام الإداري في عهد عبد الملك:
أهتم عبد الملك بن مروان اهتماماً خاصاً بإدارة شؤون الدولة وسار على نهج معاوية في تطوير المؤسسات والاهتمام بالإصلاحات، وقد قام بتطوير الجهاز الإداري وتنشيطه، وقام بتعريب الإدارة والنقد وهو ما يعرف بحركة التعريب، كما استعان بنخبة من أمهر رجال عصره في الإدارة والسياسة، فقد كرّس عبد الملك كل وقته وجهده لتوطيد أركان الدولة وتنظيمها والسهر على سلامتها، حتى تركها قوية غنية مرهوبة الجانب مرعية السلطان [4]، وقد أعاد عبد

[1] المصدر نفسه (3/ 166).
[2] عيون الأخبار (1/ 98)، الحجاج بن يوسف المفترى عليه صـ292.
(3) تجديد الدولة الأموية 134.
[4] العالم الإسلامي في العصر الأموي صـ153.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 657
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست