responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 656
ـ زعمهم أن العمل لا يدخل في مسمى الإيمان، وأن الإيمان هو التصديق.
ـ زعمهم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص.
ـ زعمهم أنه لا يجوز الاستثناء في الإيمان [1].
ويقال أن ذراً بن عبد الله المرهبي ـ وكان ممن شارك في فتنة ابن الأشعث ـ فبعد الهزيمة أصيب بردة فعل جعلته يتحول من تكفير الحجّاج وقتاله إلى اتجاه معاكس وهو الإرجاء الذي يسوي فيه أصحابه بين إيمان الحجّاج وأيمان غيره ولو كان من أعبد الناس واتقاهم لله [2]. ويقول طاووس بن كسيان ـ منتقداً ذراً المرهبي ومن سلك مسلكه من الفقهاء: عجبت لإخواننا من أهل العراق يسمون الحجّاج مؤمناً. قال الذهبي معلقاً على قول الطاووس: قلت يشير إلى المرجئة منهم، الذين يقولون: هو مؤمن كامل الإيمان مع عسفه وسفكه الدماء وسبه الصحابة [3]، وهكذا دأب الفتن فإنها غالباً ما تفرز بعدها بعض التوجهات المنحرفة أو المواقف المتضاربة تجاه أمر معين، حيث لا يسلم من ذلك إلا من عصمه الله بنور الإيمان ورسوخ العلم جعلنا الله منهم (4)

7 ـ ممن عفا الحجاج عنهم الشعبي وأسيرين:
أمر الحجّاج بعد انتهاء دير الجماجم مناديه أن يقول: من لحق بقتيبة ابن مسلم بالري فهو آمن، فكان الشعبي من الذين توجهوا إلى الري فذكره الحجّاج يوماً وسأل عنه فعلم بلحوقه بالري، فكتب إلى قتيبة بن مسلم يأمره بإرسال الشعبي إليه فأرسله إليه فلما قدم على الحجّاج لقيه يزيد بن أبي مسلم ـ حاجب الحجّاج ـ وكان صديقاً للشعبي ـ فقال للشعبي: أشر علي. فقال يزيد: اعتذر ما استطعت، وقال الشعبي: وأشار بمثل ذلك إخواني ونصحائي، فلما دخلت على الحجّاج رأيت غير ما ذكروا لي، فسلمت عليه بالإمرة وقلت: أيها الأمير إن الناس قد أمروني أن أعتذر بغير ما يعلم الله أنه الحق، وإيم الله لا اقول في هذا المقام إلا الحق، قد والله مردنا عليك وحرّضنا وجهدنا فما كنّا بالأقوياء الفجرة ولا بالأتقياء البررة، ولقد نصرك الله علينا وأظفرك بنا، فإن سطوت فبذنوبنا وما جرّت إليه أيدينا، وإن عفوت عنا فبحلمك، وبعد فالحجة لك علينا [5]. فقال الحجاج: أنت والله أحبّ إليّ قولاً ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا ثم يقول: ما فعلت ولا شهدت، وقد أمنت يا شعبي، كيف وجدت الناس بعدَنا؟ فقلت: أصلح اللهُ الأمير، اكتحلت بعدك السحر، واستوعرت الخباب، واستحلست الخوف وفقدت صالح الإخوان، ولم أجد من الأمير خلفاً. قال: انصرف يا

[1] دراسات في الأهواء والفرق والبدع صـ248.
[2] أثر العلماء في الحياة السياسية صـ592.
[3] سير أعلام النبلاء (5/ 44).
(4) أثر العلماء في الحياة السياسية صـ593.
[5] الكامل في التاريخ (3/ 165).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 656
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست