responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 644
ج ـ سعيد بن جبير، ممن شارك مع ابن الأشعث وكان يحضض على القتال، ونجا من القتل وتوارى عن الحجّاج مدة ولكن تمكن منه عندما قبض عليه والي مكة وأرسله إليه فقتله الحجّاج سنة أربع وتسعين [1]. وغير ذلك من العلماء وهذا يدل على أن حركة بن الأشعث لقيت من الدعم والمشاركة من العلماء ما لم تلقه أي حركة قامت ضد الدولة الأموية. وقد كان لمشاركة العلماء في هذه الحركةـ بهذا الحجم ـ أثر كبير على الحركة، فقد كانت مشاركتهم وراء انضمام كثير من الناس لتلك الحركة، ولا سيما أن بعض الفقهاء والقراء كانوا يسعون لإقناع أكبر عدد للانضمام إلى القتال خاصة من فئة العلماء [2]، كما كان للعلماء المشاركين أثر كبير في ميدان القتال، فكانت لهم كتيبة خاصة بهم تسمى كتيبة القراء [3]، وكان بعض العلماء يبعثون الحماس في إتباع ابن الأشعث بما يلقونه من خطب وما يصدرونه من نداءات أثناء القتال كان لها أثر في غرس الثقة في النفوس والثبات في مواطن اللقاء [4]، وقد لقي الحجّاج وجيشه عنتا ومشقة من كتيبة القراء، فقد كان أصحابها يحملون حملة صادقة على جيش الحجّاج فما يعمد بها، ويضربون الكتائب حتى يفرقونها [5]، لذا عبأ الحجّاج لهذه الكتيبة ثلاث كتائب توقف زحفها والتقليل من خطرها عليه [6].

2 ـ أسباب مشاركة العلماء في ثورة ابن الأشعث:
انضم إلى حركة ابن الأشعث فئات وطوائف شتى، كل فئة مدفوعة بدافع تسعى لتحقيقه من خلال المشاركة في هذه الحركة، فهناك دوافع إقليمية، ودوافع عرقية، وأخرى اجتماعية، ولم يكن شيء من هذه حرّك العلماء للمشاركة في هذه الفتنة، وإنما انطلقوا من دوافع دينية وشرعية بحسب ما وصل إليه اجتهادهم، وقد كان القاسم المشترك لكل هذه الدوافع شخصية الحجّاج [7]، الظالمة، المتعسفة، الجائرة، والمتعطشة لسفك الدماء ولذلك كان العلماء ينقمون على الحجّاج تعديه لبعض حدود الإسلام وانتهاكه لبعض حرماته، وكانوا ينقمون عليه سوء معاملته وسوء نظرته للعلماء.
أـ تعدي الحجّاج لبعض حدود الدين وإنتهاكه لحرماته:
كان الحجّاج يملك جرأة عجيبة تعدى بها إلى غير مواضعها مما أدى إلى إحداث شرخ كبير في جانب من حياته المتعددة

[1] سير أعلام النبلاء (4/ 327، 336).
[2] أثر العلماء في الحياة السياسية في الدولة الأموية صـ557.
[3] تاريخ الطبري نقلا عن، أثر العلماء في الحياة السياسية صـ558.
[4] الكامل في التاريخ (2/ 154)، تاريخ الطبري (7/ 255،254).
[5] الكامل في التاريخ (4/ 150).
[6] أثر العلماء في الحياة السياسية صـ558، الكامل في التاريخ (3/ 154).
[7] أثر العلماء في الحياة السياسية صـ562.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 644
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست