responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 639
الأشعث ثلاثة كتب عل التوالي سفه فيها رأي ابن الأشعث وهدده فيها بالعزل إن لم يفعل ما يأمره به ورماه فيها ببعض الأوصاف المقذعة [1].

ثانياً: تمرد عبد الرحمن بن الأشعث بجيشه على الحجّاج:
وبرفض الحجّاج رأي ابن الأشعث، وبأسلوبه القاسي، وتعامله السيء، أذكى نار الفتنة وعجل بأسباب الثورة عليه، وقد أعماه فرط ثقته بنفسه واحتقاره لغيره عما ستؤدي إليه تلك التصرفات الهوجاء من عواقب خطيرة وأثارت مكاتبات الحجّاج حفيظة عبد الرحمن بن الأشعث وحركت ما في نفسه من كره للحجّاج فجمع الناس وخطبهم مبيناً لهم نصحه لهم ومعرضاً برأي الحجّاج، وطلب منهم الرأي، فثار إليه الناس فقالوا: بل نأبى على عدو الله ولا نسمع له ولا نطيع [2] وانفتح الباب لكل من أراد أن يتكلم، فتكلم عامر بن واثلة الكناني وكان شاعراً خطيباً فكان مما قال: فإن الحجاج والله ما يرى بكم إلا ما رأى القائل الأول إذ قال لأخيه: احمل عبدك على الفرس، فإن هلك هلك، وإن نجا فلك وبعد كلامه دعا الناس إلى خلع الحجّاج ومبايعة عبد الرحمن بن الأشعث، فبايعهم ابن الأشعث على خلع الحجّاج والقتال معه حتى ينفي الله الحجّاج من العراق، ولم يذكر خلع عبد الملك [3]، ومن هنا بدأت ثورة ابن الأشعث وهذه الثورة وإن لم تكن لها جذور بعيدة وإن لم تسبقها خطوات إعداد كبيرة إلا أنها كانت من أخطر الثورات التي قامت على الدولة الأموية أو أخطرها، حيث هددت كيان الخلافة بالزوال واضطرت الخليفة إلى مساومة أصحابها بما لم يساوم به غيرهم من أصحاب الثورات السابقة [4]، وانحدار ابن الأشعث بجيشه وانضم إليه خلق كبير في طريقه إلى العراق قاصداً الحجّاج، فلما جاء الخبر الحجّاج أصيب بالهلع والذعر، فكتب إلى عبد الملك يخبره بالأمر ويطلب منه المدد، فتوالت الكتب بينه وبين عبد الملك يخبره بالأمر ويطلب منه المدد، فتوالت الكتب بينه وبين عبد الملك وتوالى إرسال الجيوش من عبد الملك في كل يوم إلى الحجّاج [5].

1 ـ موقف المهلب بن أبي صفرة من الأحداث:
كان المهلب بن أبي صفرة قد نهى ابن الأشعث عن فعلته قائلاً: إنك وضعت رجلك يا ابن محمد في غرز طويل الغي على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، الله الله فانظر لنفسك لا تهلكها ودماء المسلمين فلا تسفكها والجماعة فلا تفرقها، والبيعة فلا تنكثها. فإن قلت: أخاف الناس على نفسي فالله أحق أن تخافه عليها من الناس، فلا تعرضها لله في سفك دم، ولا استحلال محرم.

[1] تاريخ الطبري (7/ 231)
[2] المصدر نفسه (7/ 232).
[3] المصدر نفسه (7/ 233).
[4] أثر العلماء في الحياة السياسية في الدولة الأموية صـ547.
[5] المصدر نفسه صـ547.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 639
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست