responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 632
ونتيجة انتصاراته ضد الخوارج فقد رأى فيه الخليفة عبد الملك بأنه قادر على إيجاد التوازن بين الأطراف القبلية المتنازعة فولاّه على خراسان، فمكث فيها خمس سنوات إلى أن توفي عام 82هـ [1].

3 ـ قطري بن الفجاءة التميمي: خرج زمن مصعب بن الزبير، فبقي عشرين سنة يقاتل ويسلم عليه بالخلافة [2] ـ عند الخوارج الأزارقة ـ وهزم الجيوش، واستفحل بلاؤه، جهز إليه الحجّاج جيشاً بعد جيش فيكسرهم، وغلب على بلاد فارس، وله وقائع مشهودة، وشجاعة لم يسمع بمثلها وشعر فصيح سائر [3] فله:
أقول لها وقد طارت شعاعاً ... من الأبطال ويحك لن تراعي
فإنك لو سألت بقاء يوم ... على الأجل الذي لك لم تطاعي
فصبراً في مجال الموت صبراً ... فما نيل الخلود بمستطاعِ
ولا ثوب الحياة بثوب عزٍّ ... فيطوى عن أخي الخنع اليراع
سبيل الموت غاية كل حيٍّ ... وداعية لأهل الأرض داعي
ومن لم يُعتبط يهرم ويسأم ... وتُسلمه المنون إلى انقطاع
وما للمرء خيرٌ في حياة ... إذا ما عُدَّ من سقط المتاع (4)

وقد أرسل الحجّاج لحربه سفيان بن الأبرد الكلبي فانتصر عليه وقتله، وقيل عثر به الفرس، فانكسرت فخذه بطبرستان، فظفروا به وحُمل رأسه سنة تسع وسبعين إلى الحجّاج، وكان خطيباً بليغاً كبير المحلِّ من أفراد زمانه [5].

ثانياً: الخوارج الصفرية:
الخوارج الصفرية هم أحد فرق الخوارج الرئيسية وفي تعيين نسبتهم أقوالاً عدة، فقيل إنهم أتباع زياد بن الأصفر، وقيل: ابن عبد الله بن صفار وقيل: عبد الله بن قبيصة وأطلق عليهم ذلك اللقب لأن العبادة أنهكتهم فاصفرت وجوههم فنسبوا إلى تلك الصفرة [6]، وأي كان ذلك السبب فقد بدأت خطورة أمرهم من الصالحية أو أتباع صالح بن مسرح التميمي، ذلك الرجل الذي كان موطنه بين نصيبين ومساروين وهو مؤسس فرقة الخوارج الصالحية وسمت هذا

[1] الكامل في التاريخ (3/ 152).
[2] شذرات الذهب (1/ 325).
[3] سير أعلام النبلاء (4/ 152).
(4) المصدر نفسه (4/ 152).
[5] المصدر نفسه (4/ 152).
[6] الخوارج، ناصر عبد الله صـ81، الحجاج بن يوسف، جمال محمود صـ81.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 632
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست