responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 625
10 - الظروف التي نشأت فيها حركة ابن الزبير: إن من الإنصاف أن نذكر أن الظروف السيئة التي وجدت فيها حركة ابن الزبير أسهمت إلى حد كبير في سقوط خلافته, تمثلت هذه الظروف بظهور التيارات والاتجاهات المذهبية, والقبلية, وانعدام الاستقرار السياسي الذي هو من أهم الشروط لقيام حكم مستقر, لقد شغل الخوارج ابن الزبير كثيرًا, كما أن حركة المختار أخذت من جهده ووقته ورجاله, فهذه الحركات ذات المنطلقات العقائدية شغلت ابن الزبير كثيرًا عن التفكير في تنظيم دولته, كما استنزفت الكثير من طاقاته المادية والبشرية [1].
رابعًا: رثاء عبد الله بن الزبير:
رثي ابن الزبير بقصائد كثيرة مبكية حزينة حفظها لنا التاريخ, ولم تهملها الليالي, ولم تفصلها عنا حواجز الزَّمن, ولا أسوار القرون, ومما قيل في رثائه ما قاله عبد الله بن أبي مسروح:
لقد أدركت كتائب أهل حمص ... لعبد الله طرفًا غير وعل
شجاع الحرب إذ شدّت وقودًا ... وللحادين خيرُ محل رحل
ومن ذا يكره الأبطال منه ... إذا اعتنشوا طريقًا غير سهل
فما للشامتين بنا أصيبوا ... وقلُّوا من سراتهم لمثلِ (2)

وقال قيس بن الهيثم السلمي:
فقدنا مصعبًا وأخاه لما ... نفَتْ سماؤهما المحُولا
وكنا لا يرام لنا حريم ... تُسحّب في مجالسنا الذيولا
إذا أمن الجناب وإن فزعنا ... ركبنا الخيل واجتنبنا الشَّليلا
ونرمي بالعداوة من رمانا ... ونوطئهم بها وطأ ثقيلاً
فيا لهفي ولهف أبي وأمي ... لقد أصبحت بعدهما ذليلا
ويا لهفًا على ما فات مني ... ألا أصبحت في القتلى قتيلاً
ولم أصبح لأهل الشام نَصْبًا ... يذكرني ابن مروان الذُّحولا
فلا رفدًا يعد ولا غناء ... ولا إذنًا ولا حبسًا جميلاً
ولكن بين ذلك بين بين ... لقد ضلّ ابن مروان السبيلا (3)

[1] عبد الله بن الزبير, للخراشي ص199.
(2) تاريخ دمشق, لابن عساكر (30/ 193).
(3) تاريخ دمشق, لابن عساكر (30/ 194،193).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 625
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست