responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 622
[4] - عدم بيعة زعماء بني هاشم له ومعارضتهم لدولته:
فقد امتنع عن بيعته عبد الله بن عباس, ومحمد بن علي بن أبي طالب -ابن الحنفية- وغيرهما. ولم يعاملهم بالرفق واللين, بل اشتد عليهم في بعض الأحيان [1].

5 - إسراف أخيه مصعب في الدماء بعد القضاء على المختار:
فقد جاء مصعب إلى ابن عمر فسلم عليه فقال: من أنت؟ قال: أنا ابن أخيك, مصعب بن الزبير. قال: صاحب العراق؟ قال: نعم. ثم قال لابن عمر:
أسألك عن قوم خالفوا وخلعوا الطاعة وقاتلوا حتى إذا غلبوا دخلوا قصرًا وتحصنوا فيه وسألوا الأمان على دمائهم فأعطوا, ثم قتلوا بعد ذلك, قال: ... يا مصعب, لو أن امرأ أتى ماشية الزبير فذبح منها خمسة آلاف شاة في غداة كنت تعده مسرفًا؟ فسكت مصعب. فقال: أجبني, قال: نعم, إني لأعد رجلاً يذبح خمسة آلاف شاة في يوم مسرفًا. قال: أفتراه إسرافًا في البهائم؟ لا تعبد الله وما تدري ما الله, وقتلت من وحَّد الله؟ أما كان فيهم مستكره يراجع به التوبة أو جاهل ترجى رجعته [2]؟. فهذا القتل الكثير في أهل العراق أوغر عليه صدور عشائرهم وليس ببعيد أن يكون موقفهم منه في معركة دير الجاثليق له علاقة بهذه الأحداث, فالذي قتل مصعبًا هو زياد بن ظبيان, فلما ذهب إلى عبد الملك أمر له بألف دينار فرفض ابن ظبيان أن يأخذ شيئًا وقال لعبد الملك: لم أقتله على طاعتك وإنما قتلته على قتل أخي النابئ [3] ,
وقيل: اشترك في قتله زائدة بن قدامة الثقفي وقال حين قتله: يا لثارات المختار! [4].

6 - تهاون ابن الزبير في أمر الأمويين:
كان الأولى أن يعمل ابن الزبير على منع الأمويين من الخروج من المدينة إلى الشام, وبخاصة مروان بن الحكم وابنه عبد الملك, ولو فعل ابن الزبير ذلك لما وجد الأمويون من يلم شعثهم, ويعيد السلطة ثانية, فلم يفكر مروان بن عبد الملك في الخلافة إلا بعد أن خرج من المدينة ووصل الشام, ولم يبذل الجهد المطلوب في دعم مناصريه في الشام, كخروجه على جيش كبير لضبط الأمور بها والقضاء على فتنة الأمويين عند ظهورها.

7 - إهماله الدعاية والإعلان: وأقصد بذلك عدم اهتمامه بالشعراء وإغداق الهدايا عليهم, صحيح أن دعوة عبد الله بن الزبير أيدها مجموعة من الشعراء كعبيد الله بن قيس الرقيات [5] , الذي قال:

[1] العالم الإسلامي في العصر الأموي ص505.
[2] مصنف ابن أبي شيبة (15/ 85).
[3] الكامل في التاريخ (3/ 54).
[4] المصدر نفسه.
[5] ديوان عبيد الله بن قيس, تحقيق محمد يوسف ص 117.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 622
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست