responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 620
ج- الموارد البشرية: تبع قيام حركة الفتوح الإسلامية هجرة العديد من القبائل إلى الأقاليم المفتوحة, وتركزت معظم هذه القبائل في العراق, والشام, ومصر [1] , وقد ترتب على ذلك اختلال معادلة التوزيع السكاني لترجيح كفة هذين الإقليمين على الحجاز الذي عانى من نقص الكوادر البشرية, وهذا النقص في الواقع لم يتح لابن الزبير تكوين جيش قوي يكون مستعدًا في أية لحظة لمهاجمة الخصم, أو أقل تقدير لصد هجومه, ولذلك نجد أن ابن الزبير إزاء هذا الوضع يلجأ دائمًا إلى طلب الإمدادات من العراق, هو بذلك يربط تحركاته بما يكون عليه الوضع في هذا الإقليم من حيث استقراره, واستعداد واليه لإرسال المدد, وهذا مما يفوت على ابن الزبير الكثير من الفرص [2].

2 - سياسة ابن الزبير الإدارية والمالية:
لئن وفق ابن الزبير في تعيين بعض ولاته فإن هذا التوفيق لم يكن حليفه في جميع الأحوال, ويبدو أن بقاء ابن الزبير في الحجاز وعدم خروجه إلى الأقاليم الإسلامية لم يتح له التعرف على أهل هذه الأقاليم, وطبائعهم واتجاهاتهم, وتكوين تصور عام عنهم يعينه على اختيار الولاة المناسبين, ولعل أبرز مثال على اضطراب سياسة ابن الزبير في هذا المجال هو العراق -بمصريه الكوفة والبصرة- ذلك الإقليم الذي كان يعج بالتيارات المختلفة -العقدية والقبلية- والذي يحتاج إلى نوعية خاصة من الولاة تحسن التعامل مع أهله, فلو نظرنا إلى ولاة ابن الزبير على إقليمي العراق وسيرتهم لوجدنا ما يدلل على ذلك, ومن ولاته على الكوفة عبد الله بن مطيع العدوي الذي لم يستطع أن يواجه المختار ابن أبي عبيد الثقفي, وهرب من أمامه وخلَّى بينه وبين الكوفة [3] , وبشكل عام لم يستطع ولاة ابن الزبير ضبط هذا الإقليم الحيوي والاستفادة من طاقات أهله في حرب الأمويين, فقد كان فيه الرجال والأموال, بل على العكس من ذلك, فقد كان هذا الإقليم سببًا مباشرًا في سقوط خلافة ابن الزبير, وذلك حينما تواطأ أهله مع الأمويين ضد مصعب بن الزبير, أما فيما يتعلق بصلة ابن الزبير بولاته, فيلاحظ أن ابن الزبير كان يخلي بين واليه والإقليم الذي حكمه, ويكل إليه إدارته والقيام بشئونه حتى في القتال ضد الخصوم, ولم يكن ابن الزبير يتدخل في ذلك, فالصلة بين ابن الزبير وبعض ولاته تكاد تكون مقطوعة مما ترتب عليه سقوط بعض الأقاليم في يد الأمويين, في الوقت الذي كان ابن الزبير
يقيم في مكة, ولعل ما حدث لقرقيسيا يدل على ذلك, فقد كان زفر بن الحارث الكلابي واليًا على هذا الإقليم وكان يقاتل عبد الملك بن مروان عدة سنوات

[1] هجرة القبائل العربية إلى البلاد المفتوحة, للعلي ص23،57.
[2] عبد الله بن الزبير, للخراشي ص195.
[3] الطبقات (5/ 148).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 620
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست