اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 612
[5] - أسماء رضي الله عنها تقيم الحجة على الحجاج: لما قتل عبد الله خرجت إليه أمه حتى وقفت عليه, وهي على دابة, فأقبل الحجاج في أصحابه فسأل عنها فأخبر بها, فأقبل حتى وقف عليها فقال: كيف رأيت نصر الله الحق وأظهره؟ قالت: ربما أُديل الباطل على الحق, وإنك بين فرشها والجيّة, فقال: إن ابنك ألحد في هذا البيت, وقد قال الله تعالى: "وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" [الحج:25] وقد أذاقه الله ذلك العذاب الأليم, قالت: كذبت, كان أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة, وسُرّ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وحنكه بيده وكبر
المسلمون يومئذ حتى ارتجت المدينة فرحًا به, وقد فرِحتَ أنت وأصحابك بمقتله, فمن كان فرح يومئذ خير منك ومن أصحابك, وكان مع ذلك برًّا بالوالدين صوامًا قوامًا بكتاب الله معظمًا لحُرم الله, يُبْغِض أن يُعصى الله عز وجل [1] .. وقد دافعت عن ابنها دفاعًا مجيدًا, فانكسر الحجاج وانصرف, فبلغ ذلك عبد الملك, فكتب إليه يلومه في مخاطبته أسماء وقال: مالك ولابنة الرجل الصالح [2].
6 - ابن عمر وثناؤه على ابن الزبير بعد استشهاده: مر عبد الله بن عمر على ابن الزبير بعد صلبه فقال: السلام عليك أبا خبيب, السلام عليك أبا خُبيب, السلام عليك أبا خبيب, أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا, أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا, أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا, أما والله إن كنت -ما علمت- صوامًا قوامًا وصولاً للرحم, أما والله لأمة أنت شرها لأمة خير, ثم نفذ عبد الله بن عمر فبلغ الحجاج وقوف ابن عمر عليه وقوله, فأرسل إليه فأنزله عن جذِعه [3].
7 - بيعة ابن عمر لعبد الملك: لما أجمع الناس على البيعة لعبد الملك بن مروان كتب إليه ابن عمر: أما بعد, فإني قد بايعت لعبد الملك أمير المؤمنين بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت, وإن بنيّ قد أقروا بذلك [4] , وجاء في رواية أن ابن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان فبدأ باسمه, فكتب إليه: أما بعد, فـ "اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ" إلخ [النساء:87]. وقد بلغني أن المسلمين اجتمعوا على البيعة لك, وقد دخلت
فيما دخل فيه المسلمون, والسلام [5] , وحاول بعض بطانة الخليفة أن يوغروا صدره على ابن عمر لأنه بدأ باسمه قبل اسم الخليفة, فقال عبد الملك: إن هذا من أبي عبد الرحمن كثير [6]. وكان مما كتب به عبد [1] البداية والنهاية (11/ 209). [2] البداية والنهاية (11/ 209). [3] المصدر نفسه (11/ 210). [4] الطبقات (4/ 152). [5] الطبقات (4/ 152). [6] عبد الله بن عمر, محيي الدين مستو ص108, الطبقات (4/ 152).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 612