responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 603
الإخلاص, ولذلك لما اشتد القتال على مصعب وتحرج موقفه صاح قائلاً:
يا إبراهيم ولا إبراهيم لي اليوم [1] , تخلى أهل العراق عن مصعب وخذلوه, حتى لم يبق معه سوى سبعة رجال [2] ولكنه ظل يقاتل في شجاعة وبسالة, حتى أثخنته الجراح, وأخيرًا قتله زياد بن ظبيان.
وكان مقتله في المكان الذي دارت فيه المعركة على قصر دجيل عند دير الجاثليق [3] في جمادى الآخرة سنة 72هـ. فلما بلغ عبد الملك مقتله قال: واروه, فقد -والله- كانت الحرمة بيننا قديمة, ولكن هذا الملك عقيم [4] , وبمقتل مصعب انتهت المعركة, فدخل عبد الملك الكوفة, وبايعه أهلها, وعاد العراق إلى حظيرة الدولة الأموية. وعين عبد الملك أخاه بشرًا واليًا عليها, وقبل أن يغادرها أعد جيشًا للقضاء على ابن الزبير بمكة.

1 - أسباب هزيمة مصعب بن الزبير: هناك أسباب كثيرة أسهمت في هزيمة مصعب بن الزبير منها:
أ- عدم اشتراك المهلب بن أبي صفرة ومن معه من الجنود, وهو المقاتل العنيد والخبير في شئون الحرب, وإصرار مصعب بن الزبير على بقائه في قتال الخوارج بناء على رغبة أهل البصرة, علمًا بأن المهلب قال: لا تبعدني عنك [5] , ولو لم يبعد مصعب المهلب لتمَّت الاستفادة من جيشه ومن قدرة وخبرة هذا القائد.
ب- خيانة قادة الفصائل من الجيش الزبيري من العراقيين بناء على الأماني
التي مناهم إياها عبد الملك, وعدم قدرة مصعب على ثنيهم بعد اكتشاف خيانتهم.
ج- عدم إغراق أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير الأموال والأعطيات على أعيان وأشراف أهل العراق لما جاءوا إلى مكة مع مصعب.
د- غضب بعض الشيعة لمقتل المختار, فلقد رأوا فيه أنه هو الذي انتقم من قتلة الحسين, بحيث لم يترك أحدًا, ولهذا عبر زائدة بن قدامة عن ذلك عندما طعن مصعب وقال: يالثارات المختار! [6].
هـ- قلة الخبرة العسكرية لدى مصعب على الرغم من شجاعته وإقدامه وبطولته التي اعترف بها خصمه.
وإنهاك جيش الزبيريين, فقد خاضوا معارك عدة في العراق بينما كان جيش الأمويين مرتاحًا, فلما رأوا جنود خصمهم تواكلوا وشملهم الرعب [7].

[1] تاريخ الطبري (7/ 45).
[2] الكامل في التاريخ (3/ 54،53).
[3] تاريخ الطبري (7/ 44).
[4] المصدر نفسه (7/ 47).
[5] الكامل في التاريخ (3/ 51).
[6] الكامل في التاريخ (3/ 54).
[7] تجديد الدولة الأموية, للناطور ص80.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 603
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست