responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 601
بن حيوة الكندي وغيرهم من زعماء اليمانية, وكما عدل بين الفريقين في مجلسه عدل بينهم في وظائفه؛ فكان يختار ولاته على الأمصار من القيسية غالبًا بينما يختار موظفي بلاطه من اليمانية .. وهكذا [1].

تاسعًا: ضم العراق والقضاء على مصعب بن الزبير:
بعد أن استعاد ابن الزبير نفوذه على العراق أصبحت المواجهة محتومة بينه وبين عبد الملك, الذي قرر أن يقود المعركة بنفسه بعد أن شاور خاصته في ذلك, فمنهم من أشار عليه أن يقيم في الشام, ويرسل واحدًا من أهله ليقود الجيش, ومنهم من أشار عليه بأن يسير بنفسه, فمال هو إلى هذا الرأي. وقال: إنه لا يقوم بهذا الأمر إلا قرشي له رأي, ولعلي أبعث من له شجاعة ولا رأي له, وإني بصير بالحرب, شجاع بالسيف, إن احتجت إليه, ومصعب شجاع من بيت شجاعة ولكنه لا علم له بالحرب .. ومعه من يخالفه, ومعي من ينصح لي [2].
عزم عبد الملك -إذن- على السير إلى العراق لانتزاعه من ابن الزبير, وكان ذلك في سنة 71هـ, أي بعد أربع سنين من القضاء على المختار, ولعله أخر الصدام مع ابن الزبير إلى هذا الوقت متعمدًا, فهو لم يشأ أن يسير إلى العراق إلا بعد أن يوطد دعائم حكمه في الشام, فقضى هذه السنين في تحقيق هذا الهدف, فقد حل مشاكله مع زفر بن الحارث الكلابي الذي كان معتصمًا في قرقيسيا [3] , مهددًا بذلك إقليم الجزيرة كله, وقد عالج عبد الملك مشكلة زفر بالحكمة والسياسة, واصطلح معه, وأنهى بذلك مسألة قرقيسيا التي استمرت حوالي سبع سنين كالشوكة في جنب دولته, وأحكم سيطرته على إقليم الجزيرة [4] , ثم تخلص من منافسه الخطير, وهو عمرو بن سعيد الأشدق [5] , ولما أراد الخروج للعراق ودع زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية, فبكت وبكى جواريها لبكائها,
فقال: قاتل الله كثير عزة لكأنه يشاهدنا حين قال:
إذا ما أراد الغزو لم يثن همه ... حصانٌ عليها عِقدُ دُرٍ يزينها
نهته فلما لم تر النهي عاقه ... بكت وبكى مما عناها قطينها (6)
وسارع عبد الملك إلى العراق بجيشه, وجعل على مقدمته أخاه محمد بن مروان, ونزل

[1] الدولة الأموية المفترى عليها ص386.
[2] الكامل في التاريخ (3/ 51).
[3] المصدر نفسه (3/ 59).
[4] الكامل في التاريخ, نقلاً عن العالم الإسلامي في العصر الأموي ص501.
[5] البداية والنهاية (11/ 119).
(6) الكامل في التاريخ (3/ 51) , قطينها: خدمها.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 601
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست