responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 599
وجاء في رواية: أن عبد الملك كلف أخاه عبد العزيز بقتله, وخرج لصلاة العصر, ولما رجع من صلاته وجد أخاه لم يقتله, فلامه وسبه وسب أمه -ولم تكن أم عبد العزيز أم عبد الملك- فقال: إنه ناشدني الله والرحم -وكان ابن عمة عبد الملك بن مروان- ثم إن عبد الملك قال: يا غلام, ائتني بالحربة, فأتاه بها, فهزها وضربه بها فلم تغن شيئًا, ثم ثنى فلم تغن شيئًا, فضرب بيده إلى عضد عمرو فوجد مس الدرع فضحك وقال: ودارعٌ أيضًا, إن
كنت لمعدًا, يا غلام, ائتني بالصمصامة, فأتاه بسيفه ثم أمر بعمرو فصُرع, فجلس على صدره فذبحه وهو يقول:
يا عمرو إن لم تدع شتمي ومنقصتي ... أضربك حيث تقول الهامة اسقوني

وانتفض عبد الملك بعد ما ذبحه كما تنتفض القصبة برعدة شديدة جدًا, بحيث إنهم ما رفعوه عن صدره إلا محمولاً, فوضعوه على سريره وهو يقول: ما رأيت مثل هذا قط قبله, صاحب دنيا ولا طالب آخرة. ودفع الرأس إلى
عبد الرحمن بن أم الحكم, فخرج به للناس فألقاه بين أظهرهم, وخرج
عبد العزيز بن مروان ومعه البدرُ [1] من الأموال تحمل, فأُلقيت بين الناس فجعلوا يختطفونها, ويقال: إنها استرجعت بعد ذلك إلى بيت المال, ويقال: إن الذي ولى قتل عمرو بن سعيد مولى عبد الملك أبو الزُّعيزعة بعد ما خرج عبد الملك في الصلاة [2]. وهكذا تخلص عبد الملك من منافس قوي له, ولم يبال بنقض العهود, وسفك الدماء, فالطريق نحو الملك جعله يتخلص من ابن عمته عمرو بن سعيد, ومن أحب الأصدقاء إليه مصعب بن الزبير, ومن أفضل أهل الأرض في زمانه -على حد تعبيره- عبد الله بن الزبير.

سابعًا: مصالحة عبد الملك للروم والتضييق على الجراجمة:
نظرًا للاضطرابات الداخلية في دولة عبد الملك اضطر إلى مصالحة الروم على أن يدفع لهم 365ألف قطعة ذهبية, و 360 عبدًا و330 جوادًا أصيلاً سنويًا, وأن تقتسم الدولة البيزنطية والدولة الأموية خراج قبرص وأرمينيا [3] , وارتهن منهم رهائن وضعهم في بعلبك [4] في مقابل ذلك يسحب ملك الروم الجراجمة إلى وسط
الإمبراطورية البيزنطية [5] , ولم يمتنع عبد الملك عن مصالحة الجراجمة في جبل اللكام, ووافق على أن يدفع لهم ألف دينار كل جمعة [6] , ولكن سرعان ما سنحت الفرصة لعبد الملك للتخلص من الجراجمة, فبعد

[1] البدر: جمع بدرة: وهي كيس فيه مقدار من المال يتعامل ويقدم في العطايا.
[2] البداية والنهاية (11/ 119).
[3] الدولة البيزنطية ص158, الدور السياسي لأهل اليمن ص90.
[4] فتوح البلدان (1/ 190).
[5] فتوح البلدان (1/ 190) , الدور السياسي لأهل اليمن ص90.
[6] أنساب الأشراف (5/ 300،299) , الدور السياسي ص90.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 599
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست