responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 598
ج- وقوف أكثر القبائل اليمانية الأخرى على الحياد, وعدم تدخلها في الصراع, مما يجعل القرار الفعلي للصلح بيد قبيلة كلب ذاتها [1].
د- قوة عمرو بن الأشق في الشام -خاصة في دمشق- فقد أيدته دمشق, فضلاً عن زعيم بجيلة عبد الله بن كريز القسري الذي كان مع شرطته [2].
هـ- ويمكن أن يكون قبول الاتفاقية من قبل عبد الملك لحل النزاع سلميًا, ثم القيام بقتل عمرو بن الأشدق بعد اتفاقه مع بعض زعماء الشام وبني أمية [3].

2 - غدر عبد الملك بابن عمه عمرو بن سعيد: وبعد عقد الصلح ودخول عبد الملك دمشق بأربعة أيام, أرسل إلى عمرو أن ائتني .. فلما كان بعد الظهر لبس عمرو درعًا بين ثيابه, وتقلد سيفه, فلما نهض عثر في البساط, فقالت امرأته وبعض من كان حاضرًا عنده: إنا لا نرى أن تذهب إليه, فلم يعبأ بكلامهم, ومضى في مائة من عبيده, وكان عبد الملك قد أمر بني مروان بالحضور عنده, وأمر حاجبه أن يدخل ابن سعيد ويغلق الباب دون من معه .. ثم غُلقت الأبواب واقترب عمرو من عبد الملك, فرحب به وأجلسه معه على السرير, ثم جعل يحدثه طويلاً. ثم إن عبد الملك قال: يا غلام, خذ السيف عنه,
فقال عمرو: إنا لله يا أمير المؤمنين, فقال له عبد الملك: أو تطمع أن تتحدَّث معي متقلدًا سيفك؟ فأخذ الغلام السيف عنه, ثم تحدثا ساعة, ثم قال له عبد الملك: يا أبا أمية. قال: لبيك يا أمير المؤمنين, قال: إنك حيث خلعتني آليت بيميني إن ملأت عيني منك وأنا مالك لك أن أجمعك في جامعة. فقال بنو مروان: تم تطلقه يا أمير المؤمنين؟ قال: ثم أُطلقه, وما عسيت أن أفعل بأبي أمية؟ فقال بنو مروان: أبرّ قسم أمير المؤمنين, فقال عمرو: فأبرّ قسمك يا أمير المؤمنين. فأخرج عبد الملك من تحت فراشه جامعة فطرحها إليه, ثم قال: يا غلام, قم فاجمعه فيها. فقام الغلام فجمعه فيها, فقال عمرو: أُذكِّرُك الله يا أمير المؤمنين أن تخرجني فيها على رءوس الناس, فقال عبد الملك: أمكرًا يا أبا أمية عند الموت؟ لاها الله إذًا, ما كنا لنخرجك في جامعة على رءوس الناس ولما نخرجها منك إلا صعدًا [4]. ثم اجتذبه اجتذابة أصاب فمه السرير فكسر ثنيته, فقال عمرو: أُذكِّرك الله يا أمير المؤمنين أن يدعوك كسر عظيم إلى ما هو أعظم من ذلك.
فقال عبد الملك: والله لو أعلم أنك إذا بقيت تفي لي وتصلح قريش لأطلقتك, ولكن ما اجتمع رجلان قط في بلد على ما نحن عليه إلا أخرج أحدهما صاحبه [5] ,

[1] الدور السياسي لأهل اليمن ص87.
[2] الدور السياسي لأهل اليمن ص87.
[3] الكامل في التاريخ, نقلاً عن الدور السياسي لأهل اليمن ص87.
[4] الصعد: المشقة. وعذاب صعد: شديد.
[5] البداية والنهاية (11/ 117).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 598
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست