responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 597
وعبد العزيز, الأمر الذي أثار نقمة عمرو, بعكس خالد بن يزيد الذي انصرف إلى العلم, لاسيما الكيمياء [1] , وفي أول سنة 69هـ خرج عبد الملك بجنوده يريد قرقيسيا, ليحاصر فيها زفر بن الحارث, واستخلف على دمشق عمرو بن سعيد بن أبي العاص, ولم يكد عبد الملك يخرج بجيشه من دمشق, حتى تحصن عمرو بن سعيد, وأخذ ما في بيت المال من الأموال, وتذكر رواية أخرى أن عمرو بن سعيد كان مع عبد الملك حين خرج إلى قرقيسيا, ولكنه استغل فرصة الليل, وانخذل هو وجماعة معه من الجيش, ورجعوا إلى دمشق, ففر والي دمشق من قبل عبد الملك -عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي- ودخلها عمرو بن سعيد واستحوذ على ما فيها من الخزائن [2] وبعث عمرو إلى عبد الرحمن ابن أم الحكم فلم يجده, فأمر بهدم بيته, واجتمع الناس وصعد
عمرو المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس, إنه لم يقم أحد من قريش قبلي على هذا المنبر إلا زعم أن له جنة ونارًا, يدخل الجنة من أطاعه, والنار من عصاه, وإني أخبركم أن الجنة والنار بيد الله, وأنه ليس إليَّ من ذلك شيء, غير أن لكم عليّ حسن المواساة والعطية [3] , وأصبح عبد الملك فسأل عن عمرو بن سعيد فلم يجده, فكر راجعًا إلى دمشق, فوجد عمرًا وقد تحصن بها, ودارت بينهما معركة استمرت ستة عشر يومًا [4] , ويبدو أن عبد الملك قد رأى موقف عمرو قويًا حيث كان متحصنًا بقلعة رومية منيعة, فعرض الصلح فتصالحا على ترك القتال [5].

1 - شروط عمرو بن سعيد بن العاص: كانت شروطه كالآتي: على أن لعمرو بن سعيد الخلاقة بعد عبد الملك [6] , وأن يكون له عامل مع كل عامل لعبد الملك, وأن يستشيره في كل صغيرة وكبيرة [7] ويوليه الديوان وبيت المال [8]. وتبرز كتب التاريخ أسبابًا عديدة دعت عبد الملك للقبول بهذه الشروط منها:
أ- انقسام قبيلة كلب -ذات القوة والتأثير السياسي في الأحداث
آنذاك- بين عبد الملك وعمرو الأشدق مما جعل كسب المعركة بالقوة يؤدي إلى خسائر فادحة لكلا الطرفين, ولم يكن لصالح كلب التي فرضت الصلح [9].
ب- سيطرة عمرو الأشدق على مدينة دمشق التي تعد العاصمة -آنذاك- وفيها بيت المال وديوان الجند اللذان يعدان عصب الحياة وكسب المؤيدين آنذاك.

[1] تاريخ خلافة بني أمية, نبيه عاقل ص152.
[2] البداية والنهاية (11/ 114).
[3] البداية والنهاية (11/ 115).
[4] البداية والنهاية (11/ 115).
[5] الأمويون, للوكيل (1/ 369).
[6] الدور السياسي لأهل اليمن في الشام ص85.
[7] تاريخ خليفة, نقلاً عن الدور السياسي لأهل اليمن ص85.
[8] أنساب الأشراف (4/ 139).
[9] نهاية الأرب (21/ 102) , الدور السياسي لأهل اليمن ص86.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 597
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست