responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 595
هـ- تخلي ابن الحنفية عن المختار, فقد قام على باب الكعبة وقال: إنه كان كذابًا يكذب على الله ورسوله [1] , بل أكثر من ذلك, فقد روى الطبري أن ابن الحنفية كتب إلى شيعته: فاخرجوا إلى المجالس والمساجد فاذكروا الله علانية وسرًا, ولا تتخذوا من دون المؤمنين بطانة, فإن خشيتم على أنفسكم فاحذروا على دينكم الكذابين [2].
وابتداع المختار لأمر غريب في الإسلام؛ ألا وهو الكرسي, فقد جاء بكرسي ثم قال لأصحابه: إنه لم يكن في الأمم الخالية أمر إلا وهو كائن في هذه الأمة مثله, وإنه كان في بني إسرائيل التابوت فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون , وإن هذا فينا مثل التابوت, اكشفوا عنه, فكشفوا عنه أثوابه, وقامت السبئية فرفعوا أيديهم فكبروا ثلاثًا [3].
ز- حاجة ابن الزبير الماسة إلى العراق؛ فهو مصدر المال والرجال الوحيد بعد ضياع الشام ومصر, وبقاء المختار في العراق يهدد مكانته ويقطع عليه الوصول إلى بلاد فارس التي لا تزال على طاعته [4].

4 - الفرقة الكيسانية وعلاقتها بالمختار:
أما كيسان المنسوبة إليه فهو مختلف فيه [5] , لكن الذي لا خلاف عليه أن المختار بن أبي عبيد الثقفي تزعم الفرقة سنة 66هـ بالكوفة, وكانت الفرقة الكيسانية من الشيعة الغلاة, وكان المختار الثقفي أول من أكد فكرة المهدية في شخص محمد ابن الحنفية, حيث أطلق عليه لقب «المهدي» , كما استخدم فكرة (البداء) وقد اشتهرت هذه المقولة قبيل قتل المختار سنة 67هـ, وكان المختار
-أيضًا- يقول بالبداء الذي هو من أصول الرافضة الأولى, فإن المختار كان قد تكهن بنصر أصحابه, فلما انهزموا زعم أن الله بدا له [6] , وهذه الفكرة الشيطانية مكنته من تغيير آرائه من حين لآخر, هذا فضلاً عن إظهار نفسه بمظهر النبي, وإقراره لفكرة الكرسي الذي ادعى أنه يعود للإمام علي - رضي الله عنه - , إلى غير ذلك من الآراء المبتدعة [7] , وقد تطورت معتقدات الكيسانية ودخلوا في النفق الشيطاني المظلم, وكانوا يقولون بإمامة محمد بن علي المعروف بابن الحنفية,

[1] الطبقات الكبرى (5/ 158).
[2] تاريخ الطبري, نقلاً عن عبد الله بن الزبير, للناطور ص159.
[3] تاريخ الطبري, نقلاً عن عبد الله بن الزبير, للناطور ص159.
[4] عبد الله بن الزبير, للناطور ص159.
[5] أهو كيسان مولى علي بن أبي طالب الذي قتل يوم صفين؟ أم كيسان تلميذ محمد ابن الحنفية؟ أم كيسان رئيس حرس المختار بن عبيد الثقفي؟ أم هو المختار نفسه لأنه كان يسمى كيسان ويكنى أبا عمرة وأبا إسحاق؟ (الملل والنحل1/ 133).
[6] الفَرق بين الفِرق ص56،55, دراسات في الأهواء والفرق ص 248.
[7] نشأة الحركات السياسية والدينية في الإسلام, د. فاروق فوزي ص 101.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 595
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست