responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 594
عكرمة قال: قدمت على المختار, فأكرمني وأنزلني حتى كان يتعهد مبيتي بالليل, قال: فقال لي: أخرج فحدِّث الناس. قال: فخرجت, فجاء رجل فقال: ما تقول في الوحي؟ فقلت:
الوحي وحيان, قال الله تعالى: "بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ" [يوسف:[3]] وقال تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا" [الأنعام:112] قال: فهمُّوا بي أن يأخذوني, فقلت: ما لكم وذلك, إني مفتيكم وضيفكم, فتركوني, وإنما أراد عكرمة, أن يعرض بالمختار وكذبه في ادعائه أن الوحي ينزل عليه [1].
قال ابن كثير: وذكر العلماء أن الكذَّاب هو المختار بن أبي عبيد, وكان يظهر التشيع ويبطن الكهانة ويُسر إلى أخصائه إلى أنه يوحى إليه. ولكن ما أدري هل كان يدعي النبوة أم لا؟ , وكان قد وضِع له كرسي يُعَظَّم ويُحَفُّ بالرجال ويستر بالحرير, ويحمل على البغال, وكان يُضاهى به تابوت بني إسرائيل المذكور في القرآن, ولا شك أنه كان ضالاً مضلاً, أراح الله المسلمين منه بعدما انتقم به من قوم آخرين من الظالمين [2] , قال تعالى: "وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" [الأنعام:129] , وتسليط الظالم على الظالم سنة من سنن الله في حركة المجتمعات واضحة المعالم في دراسة تاريخ الإنسانية.

3 - أسباب فشل حركة المختار:
أ- نفور أشراف العرب في الكوفة -وما يمثلون من حول وقوة- وقتالهم له, ثم توجه من سلم إلى مصعب بن الزبير في البصرة واشتراكهم معه في القتال ضد المختار.
ب- إصابته بالغرور بحيث إنه طرد عمر بن علي بن أب طالب لأنه لم يحضر له كتابًا من ابن الحنفية حيث قال له: انطلق حيث شئت فلا خير
لك عندي [3] , فتركه وذهب إلى مصعب ليعود معه ليقاتله.
ج- تجهيز مصعب جيشًا كبيرًا وانضمام المهلب بن أبي صفرة واشتراكه معه في القتال. بينما لم يشترك قائد المختار -إبراهيم بن الأشتر- ولذلك لم يكن القتال متعادلاً.
د- اكتشاف كذب المختار, فقد قال الشعبي: إن ابن الحنفية لم يرسل مع المختار كتابًا لابن الأشتر [4] , ولم تخف الرسالة عليه, فقد شك فيها لولا من شهد مع المختار, وقد عرف أشراف العرب ذلك وقالوا: هذا كذاب [5].

[1] البداية والنهاية (11/ 69).
[2] المصدر السابق (11/ 71).
[3] تاريخ الدولة الإسلامية, ابن الطقطقي ص121, عبد الله بن الزبير, للناطور ص159.
[4] تاريخ الطبري, نقلاً عن عبد الله بن الزبير, للناطور ص159.
[5] إمبراطورية العرب ص156, غلوب, نقلاً عن ابن الزبير, للناطور ص159.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 594
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست