responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 587
ثانيًا: حياته السياسية قبل الإمارة:
كان أول حادث سياسي أثر في حياته عندما كان عمره عشر سنوات, فقد شهد مقتل عثمان - رضي الله عنه - , وكان لهذا الحادث أثر في سياسته لما تولى الإمارة, فقد خطب في إحدى خطبه: أيها الناس, إنا نحتمل لكم كل اللغوبة ما لم يكن عقد راية أو وثوبًا على منبر [1]. وأول منصب إداري تولاه في الدولة في عهد معاوية ابن أبي سفيان, فقد كان عاملاً على هجر [2] ثم تولى ديوان المدينة بعد وفاة زيد ابن ثابت [3] , وشارك في الجهاد, فقد خرج على رأس حملة إلى أرض الروم وشتى هناك في سنة 42هـ [4] , كما يذكر أنه غزا إفريقية مع معاوية بن حديج وكلفه بفتح جلولاء في بلاد الشمال الإفريقي, وفي عهد يزيد كان يقول على ابن الزبير: ما على الأرض اليوم خير منه [5] , كما أن علاقته بمصعب بن الزبير كانت حسنة.
وأما عن دوره السياسي في عهد مروان بن الحكم, فقد تولى فلسطين, وكان يبعث نائبًا عنه روح بن زنباع [6] , ويمكن أن يكون ذلك ليبقى في دمشق قريبًا من إدارة الدولة لمساعدة والده هناك؛ لاسيما أن الفترة التي تولى فيها والده الحكم كانت الدولة محاطة فيها بالأعداء من الداخل والخارج, وتولى إمرة دمشق عند ذهاب والده لفتح مصر [7] , وهذه المهمة تدل على كفايته الإدارية وحزمه [8].

ثالثًا: العلماء الذين كانوا مع عبد الملك:
بايع بعض العلماء لعبد الملك بن مروان بالشام, وكانوا قلة لا يعدون شيئًا أمام العلماء الذين بايعوا ابن الزبير أو الذين اعتزلوا حتى تجتمع الأمة على خليفة, وانحصر وجود هؤلاء في إقليم الشام, وقد ذكر من هؤلاء العالم الجليل قبيصة بن ذؤيب -رحمه الله- فكان من المبايعين لعبد الملك وأحد المقربين إليه [9] , ومنهم يزيد بن الأسود الجرشي -رحمه الله- فورد أنه كان مع عبد الملك في خروجه لقتال مصعب بن الزبير, وروي عنه أنه حين رأى الجيشين قد التقيا قال: اللهم احجز بين هذين الجبلين وول الأمر أحبهما إليك [10].

[1] الدور السياسي لأهل اليمن في الشام ص64.
[2] المعارف لابن قتيبة ص355, الدور السياسي لأهل اليمن في الشام ص64.
[3] الطبقات (5/ 225).
[4] تاريخ خليفة (1/ 69).
[5] الطبقات (5/ 226).
[6] أنساب الأشراف (5/ 127).
[7] الكامل في التاريخ, نقلاً عن الدور السياسي لأهل اليمن ص65.
[8] الدور السياسي لأهل اليمن ص65.
[9] أثر العلماء في الحياة السياسية في الدولة الأموية ص542.
[10] سير أعلام النبلاء (4/ 137).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 587
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست