responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 586
7 - ما آدب هذا الفتى وأحسن مروءته:
روى ابن سعد ما يدل على أن عبد الملك كان محبوبًا مرغوبًا من عمومته كبار بني أمية, فذكر أن معاوية بن أبي سفيان كان جالسًا يومًا ومعه عمرو بن العاص رضي الله عنهما, فمر بهما عبد الملك بن مروان فقال معاوية: ما آدب هذا الفتى وأحسن مروءته! فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين, إن هذا الفتى أخذ بخصال أربع وترك خصالاً ثلاثًا: أخذ بحسن الحديث إذا حدث, وحسن الاستماع إذا حُدِّث, وبحسن البشر إلى لقى, وخفة المؤونة إذا خولف, وترك من القول ما يعتذر عنه, وترك مخالطة اللئام من الناس, وترك ممازحة من لا يوثق بعقله ولا مروءته [1].

8 - وصيته لمؤدب أولاده:
قال عبد الملك لمؤدب أولاده -وهو إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر-: علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن, وجنبهم السَّفِلَة فإنهم أسوأ الناس رِعة [2] , وأقلهم أدبًا, وجنبهم الحشم, فإنهم بهم مفسدة, وأحف
شعورهم تغلظ رقابهم, وأطعمهم اللحم يقووا, وعلمهم الشعر يمجُدُوا وينجُدُوا, ومرهم أن يستاكوا عَرضًا, ويمصوا الماء مصًّا ولا يعبُّوا عبًّا, وإذا احتجت أن تتناولهم بأدب فليكن ذلك في سر لا يعلم بهم أحد من الحاشية فيهونوا عليهم [3].

9 - موقفه من ابن الزبير قبل الإمارة وبعدها:
كان له من ابن الزبير موقفان متناقضان: أما الأول: فكان قبل أن يتولى الخلافة, يستعيذ بالله أن يبعث خليفة إلى مكة جيشًا ليقتل ابن الزبير ومن معه, وكان يرى في ذلك إثمًا كبيرًا [4] , قال يحيى الغساني: لما نزل مسلم بن عقبة المدينة, دخلت مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلست إلى جنب عبد الملك فقال لي عبد الملك: أمن هذا الجيش أنت؟ فقلت: نعم, قال: ثكلتك أمك!! أتدري إلى من تسير؟ إلى أول مولود ولد في الإسلام (بعد الهجرة) وإلى ابن حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وإلى ابن ذات النطاقين, وإلى من حنَّكه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , أما والله لو جئته نهارًا لوجدته صائمًا, ولئن جئته ليلاً لوجدته قائمًا, فلو أن أهل الأرض أطبقوا على قتله لأكبهم الله جميعًا في النار [5]. وأما موقفه الثاني فكان بعد الخلافة, ويأتي عكس الأول تمامًا, عندما جهز عبد الملك جيشًا يقوده الحجاج بن يوسف الثقفي, وبعث به إلى مكة حيث كان يتحصن ابن الزبير بالكعبة, وظل محاصرًا مكة حتى قُتل عبد الله ابن الزبير [6].

[1] الطبقات لابن سعد (5/ 224).
[2] البداية والنهاية (11/ 389) , الرعة: قلة الورع.
[3] البداية والنهاية (11/ 389).
[4] الخلافة الأموية للهاشمي ص116.
[5] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص217.
[6] نفس المصدر السابق.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 586
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست