responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 579
والصحيح بالنسبة لعهد ابن الزبير هو الأخذ بمبدأ الأكثرية أو الأغلبية, وإن كانت حجية إقرار بيعة أهل عاصمة الخلافة أخذ بها في بيعة الصديق والفاروق وذي النورين والحسن بن علي, إلا أن الأمور قد تغيرت كثيرًا, فالأخذ بمبدأ الأكثرية للترجيح في تنازع قد قرره الإمام الغزالي حيث قال: يتم الترجيح بينهم بتقديم من انعقدت له البيعة من الأكثر, والمخالف للأكثر باغٍ يجب رده إلى الانقياد إلى الحق [1]. وذلك هو الرأي الذي نؤيده, لأن حسم النزاع بترجيح أكثرهم حوزًا لرضا المسلمين هو ما يقضي به مبدأ حق الأمة الإسلامية في
اختيار الخليفة [2] , فضلاً عن الأدلة الشرعية المؤكدة لترجيح رأي الأكثرية أو الأغلبية, نذكر منها: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ بما انعقد عليه رأي أغلبية المسلمين وإن بدا مخالفًا لرأيه, وذلك حيث علم بتحريك قوات المشركين في اتجاه المدينة لحربهم, فاستشار المسلمين, فرأى فريق منهم -وكان أكثرهم- الخروج إليهم, وفريق آخر رأى ما رآه الرسول نفسه وهو أن يظلوا بالمدينة, فلما رأى الرسول أن رأي الأغلبية مع الخروج أخذ برأيهم ووافق على الخروج للمشركين في أحد [3] , وغير ذلك من الأدلة .. وقد أخذ مشروع الدستور الإسلامي الذي أعده مجمع البحوث الإسلامية والأزهر بفكرة الإلزام برأي الأغلبية, حيث نصت المادة (46) منه على أن تكون البيعة بالأغلبية المطلوبة لأصوات المشتركين في البيعة [4].

2 - معركة مرج راهط:
تمخض مؤتمر الجابية عن انتقال الخلافة الأموية من البيت السفياني إلى البيت المرواني, وانعقدت البيعة لمروان, وحل مؤتمر الجابية مشكلة الخلافة بين بني أمية, وكانت هذه خطوة حاسمة, ولكن لم يكن تثبيت هذا الأمر سهلاً؛ فما زالت تعترضه صعوبات كبيرة, فالضحاك بن قيس, زعيم القيسيين المناصر لابن الزبير قد ذهب إلى مرج راهط وانضم إليه النعمان بن بشير الأنصاري والي حمص, وزفر بن الحارث الكلابي, أمير قنسرين, وكان واضحًا أنهم يستعدون لمواجهة الأمويين, فكان على مروان أن يثبت أنه أهل للمسئولية وحمل أعباء الخلافة, والدفاع عنها, وقد حقق أنصار مروان أول نجاح لهم بالاستيلاء على
دمشق وطرد عامل الضحاك منها, وكان أول فتح على بني أمية -على حد تعبير ابن الأثير- [5] ولم يضيع مروان وقتًا, فقد عبأ أنصاره من قبائل اليمن في الشام كلب وغسان والسكاسك والسكون, وجعل على ميمنته عمرو بن

[1] نفس المصدر السابق.
[2] نظام الحكم في الإسلام, د. أحمد عبد الله ص131.
[3] المرجع السابق ص131.
[4] نحو دستور إسلامي, محمد سيد أحمد, ص173, نظام الحكم في الإسلام, د. أحمد عبد الله ص132.
[5] الكامل لابن الأثير (2/ 618).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 579
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست