responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 575
الملك القرشي الأموي [1] , يكنى أبا القاسم وأبا الحكم, ولد بمكة, وهو أصغر من ابن الزبير بأربعة أشهر, وروى عن عمر وعثمان وعلي وزيد وروى عنه سهل بن سعد, وسعيد بن المسيب, وعلي بن الحسين, وعروة, وأبو بكر بن عبد الرحمن, وعبيد الله بن عمر, ومجاهد بن جبر, وابنه عبد الملك, وكان كاتب ابن عمه عثمان ودافع عنه يوم الدار, وسأل عنه علي بن أبي طالب يوم الجمل وقال: يعطفني عليه رحم ماسة, وهو مع ذلك سيد من شباب قريش [2] , وكان يتتبع قضاء عمر [3] , وتولى ولاية المدينة في عهد معاوية, وكان الحسن والحسين يصليان خلف مروان ولا يعيدان [4] , وكان إذا وقعت معضلة -أثناء ولايته على المدينة- جمع من عنده من الصحابة فاستشارهم فيها, وهو الذي جمع الصيعان فأخذ بأعدلها, فنسب إليه فقيل صاع مروان [5] , وكان ذا شهامة وشجاعة ومكر ودهاء [6] , وقد ذكرت شيئًا من سيرته في كتابي عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - , وكان شديد الحب لبني أمية, وكان متحمسًا لبيعة يزيد بن معاوية, ولما توفى يزيد خرج مروان وبنو أمية من المدينة إلى الشام بصحبة
الجيش الأموي الراجع من حصار مكة الأول, وكان خروج بني أمية برغبتهم (7)
, ولم يبايع مروان ابن الزبير, والتف زعماء القبائل وبنو أمية الموجودون بالشام حوله وبايعوه, وكان يحمل بين جنبيه طموحاته للزعامة, وكانت هذه الطموحات مع رغبته في بقاء الخلافة في البيت الأموي هي الدافع لخروجه على ابن الزبير, وخير دليل على ذلك إقدامه على مبايعة ابنيه من بعده -عبد الملك, وعبد العزيز- بولاية العهد [8] , وهناك روايات تذكر أن مروان بن الحكم كان قد عزم على مبايعة ابن الزبير لولا أن تدخل عبيد الله بن زياد وغيره في آخر لحظة وأثنوه عن عزمه وأقنعوه أن يدعو لنفسه [9] , وإن كنا لا نستبعد أن يكون مروان قد فكر في ذلك الأمر لاسيما بعد انتشار بيعة ابن الزبير في معظم الأقاليم مع تفرق كلمة بني أمية في بلاد الشام, وضعف موقفهم فإننا لا نعتبر ذلك مناقضًا لما ذهبنا إليه, لأن العبرة ليست فيما عزم عليه مروان بن الحكم, وإنما في الموقف الذي اتخذه, وهو رفض بيعته لابن الزبير ومحاربته [10] والخروج عليه, ولقد سار مروان في محاربته لابن الزبير على الخطوات التالية:
1 - القضاء على أنصار ابن الزبير بالشام, وأهم الأحداث بالشام كان مؤتمر الجابية ومعركة مرج راهط.

[1] سير أعلام النبلاء (3/ 476).
[2] المصدر نفسه (3/ 477).
[3] المصدر نفسه (3/ 477).
[4] المصدر نفسه (3/ 478).
[5] البداية والنهاية نقلاً عن العالم الإسلامي في العصر الأموي ص140.
[6] سير أعلام النبلاء (3/ 477).
(7) عبد الله بن الزبير للخراشي ص146 ..
[8] الطبقات (5/ 226) , عبد الله بن الزبير للخراشي ص151.
[9] الطبقات (5/ 40) , عبد الله بن الزبير للخراشي ص152.
[10] عبد الله بن الزبير للخراشي ص152.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 575
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست