responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 570
أ- موقف ابن عمر من بيعة ابن الزبير:
بايع ابن عمر يزيد بالخلافة, والتزم ببيعته, وحاول إقناع ابن الزبير بذلك, ونهاه عن إثارة الفتنة والخروج على خلافة يزيد [1] , وبعد وفاة معاوية بن يزيد بويع ابن الزبير بالخلافة, وطلب من ابن عمر أن يبايع له, فرفض ابن عمر البيعة معللاً ذلك بقوله: لا أعطي صفقة يميني في فرقة ولا أمنعها في جماعة [2]. ولم يحاول ابن الزبير إجبار ابن عمر على البيعة, كما أن المصادر لم تشر إلى أي صدام أو مواجهة وقعت بين الاثنين [3] , وكان لامتناع ابن عمر على بيعة ابن الزبير تأثير سلبي, فقد كان ابن عمر يتمتع بمكانة عالية وبالأخص في الحجاز,
وكان له تأثيره على الناس, فامتناعه عن البيعة يجعل البعض يقتدي به ويتخذ الموقف نفسه, ومما يزيد من تأثيره السلبي على حركة ابن الزبير أن ابن عمر كان يجبر من له طاعة عليهم أن يتخذوا الموقف نفسه الذي يتخذه ومع كل ذلك فلم يكن ابن عمر يشكل خطرًا حقيقيًا على ابن الزبير؛ فهو لم يكن ذا طموح للخلافة, كما أنه لا يملك أتباعًا يستطيع أن يواجه بهم ابن الزبير كما هو الحال عند محمد ابن الحنفية [4].
ب- ابن عباس وبيعة ابن الزبير:
كان ابن عباس يختلف عن ابن عمر في مواقفه إزاء الفتن التي جرت في عصره, حيث خاض فيها وشهد مع علي صراعه ضد خصومه في موقعتي الجمل وصفين, ولما جاء الأمويون للحكم واستخلف معاوية يزيد بادر ابن عباس إلى بيعته, والتزم بها, ولم يعرف أنه أيد ابن الزبير الذي رفض البيعة, وفي الوقت نفسه لم يعلن عداءه لابن الزبير, وبدأت العلاقة بين الاثنين تدخل طورًا جديدًا بعد وفاة يزيد بن معاوية, حيث بويع ابن الزبير بالخلافة سنة 64هـ, وعندما طلب ابن الزبير من محمد ابن الحنفية وابن عباس المبايعة قالا: حتى تجتمع لك البلاد ويتسق لك الناس [5] , ووعداه بعدم إظهار الخلاف له [6]. لم يحاول ابن الزبير في بداية الأمر إجبارهما على البيعة, وبدأت العلاقة بين ابن الزبير وابن عباس في تحسن, نلمس ذلك في العديد من الروايات التي تدلل على شعور ابن عباس تجاه ابن الزبير, والمتمثل في تأييده لبعض مواقفه [7] , أو في الثناء المباشر عليه [8] ,
ويروي عبد الرزاق في مصنفه أن ابن عباس كان قاضيًا لابن الزبير بمكة, إلا أن العلاقة بينهما تعكرت, وقد

[1] مصنف ابن أبي شيبة (15/ 84).
[2] أنساب الأشراف (1/ 352) , عبد الله بن الزبير, للخراشي ص120.
[3] عبد الله بن الزبير للخراشي ص121.
[4] عبد الله بن الزبير للخراشي ص122.
[5] الطبقات (5/ 100).
[6] البداية والنهاية, نقلاً عن عبد الله بن الزبير, للخراشي ص 125.
[7] عبد الله بن الزبير, للخراشي ص125, الفتح الرباني, للساعاتي (3/ 167).
[8] تاريخ ابن عساكر, نقلاً عن عبد الله بن الزبير للخراشي ص 125.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 570
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست