responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 548
ابن الزبير أن يوظفها لصالحه غزو مكة بجيش، فمكة لها حرمتها وخصوصيتها في الجاهلية ثم جاء الإسلام فزادها مكانة وقداسة على مكانتها تلك التي كانت في الجاهلية، وقام عمرو بن سعيد يتحدى مشاعر المسلمين في المدينة حين رقى المنبر في أول يوم من ولايته على المدينة، فقال عن ابن الزبير: تعوذ بمكة، فوالله لنغزونه، ثم والله لئن دخل الكعبة لنحرقنها عليه، على رغم أنف من رغم [1]. ولما جهّز الحملة التي سيوجهها لابن الزبير في مكة، نصحه بعض الصحابة وحذّروه وذكّروه بحرمة الكعبة وبحديث رسول الله صلى اله عليه وسلم في بيان حرمتها ولكنه رفض السماع لنصحهم [2]، وكان مروان بن الحكم وهو الأمير المحنك والسياسي الداهية قد حذّر عمرو بن سعيد من غزو البيت وقال له: لا تغزو مكة، واتق الله ولا تحل حرمة البيت، وخلوا ابن الزبير فقد كبر، هذا له بضع وستون سنة، وهو رجل لجوج، والله لئن لم تقتلوه ليموتن، فقال له عمرو: والله لنقاتلنّه، ولنغزونّه في جوف الكعبة على رغم أنف من رغم، فقال مروان: والله إن ذلك يسوؤني [3]. وكان عبد الله بن الزبير قد اختار لقباً مؤثراً حين أطلق على نفسه ((العائذ بالله)) فأصبح المساس بحرمة مكة أمر لا يوافق عليه الصحابة والتابعون وكان لا بد من الدفاع عن مكة، في وجه جيش يريد استحلال حرمتها وحتى الذي لا يستطيع أن يدافع عن مكة فسوف يكون متعاطفاً مع ابن الزبير بصفته يدافع عن بيت الله [4]، وتدافع الناس نحو ابن الزبير من نواحي الطائف يعاونونه ويدافعون عن الحرم ([5]
وهذه القضايا المعنوية والحسية كان لها الأثر البالغ في تعاظم مكانة ابن الزبير لدى أهل الحجاز الأمر الذي جعله يحقق نصراً ساحقاً وسهلاً على جيش عمرو بن الزبير [6].

2 ـ حملة الحصين بن نمير وحصار ابن الزبير وحريق الكعبة:
هلك مسلم بن عقبة النميري في طريقه لابن الزبير وتولى القيادة من بعده الحصين بن نمير السكوني ووصل إلى مكة قبل انقضاء شهر محرم بأربع ليالي. وعسكر الحصين بن نمير بالحجون [7] إلى بئر ميمون [8]، وبذلك فقد عمل الحصين بن نمير على نشر جيشه على مسافة واسعة والذي دفعه إلى ذلك طبيعة الحرب التي ستدور في مكة وقام ابن الزبير يحث الناس على قتال جيش أهل الشام وانضم المنهزمون من معركة الحرّة إلى ابن الزبير، وقدم على ابن الزبير أيضاً نجدة بن عامر الحنفي في ناس من الخوارج، وذلك لمنع البيت من أهل الشام ([9]

[1] تاريخ خليفة صـ233.
[2] أنساب الأشراف (4/ 312) مواقف المعارضة صـ532.
[3] أنساب الأشراف (4/ 313).
[4] مواقف المعارضة صـ532.
[5] أنساب الأشراف (4/ 313) ..
[6] مواقف المعارضة صـ533.
[7] الحجون: الجبل المشرف بينه وبين الحرم ميل ونصف.
[8] بئر ميمون: حفرها ميمون بن الحضرمي.
[9] أنساب الأشراف (4/ 338) مواقف المعارضة صـ545.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 548
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست