responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 523
عند المسيحية [1]، ولم يقتصر التمايز الفكري والعقدي بين أهل السنة والشيعة بعد مقتل الحسين، بل إن الشيعة أنفسهم قد أثر فيهم مصرع الحسين، وانقسموا على أنفسهم، وافترقوا بعد مقتله إلى فرق ([2]
ولكي يكون لمقتل الحسين أهمية خاصة عند الشيعة فقد أكدوا على أهمية يوم عاشوراء، وتفننوا في إظهار الحزن في ذلك اليوم كما ابتدعوا لفضائل ذلك اليوم من الأحاديث والآثار ما لا يقع عليه الحصر، وقد جعلوا البكاء على الحسين يوم عاشوراء يمسح الذنوب ويغفر ما تقدم منها، مما جعل الاحتفال بيوم عاشوراء واجباً دينياً يقوم به الحكام والمحكومين على السواء ويبالغون في إظهار عواطفهم المذهبية في هذا اليوم الحزين [3]، لقد أراد واضعو التشيع وعقائده التأكيد على يوم عاشوراء [4] ويكون التشيع عقيدة ملتهبة في نفوس أتباعها وكانت دولهم تهتم بهذا الأمر، كالدولة البويهية بالعراق والدولة العبيدية الفاطمية بمصر [5]، وقد تعرضت لعقائد الشيعة بنوع من التفصيل في كتابي عن أمير المؤممين علي رضي الله عنه.

عاشراً: من دعاء الحسين رضي الله عنه:
دعا الحسين رضي الله عنه بهذا الدعاء قبل المعركة: الله أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة [6]. إن الحسين رضي الله عنه يعلمنا حسن الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى والثقة به والتوكل عليه والرغبة إليه فجدّه صلى الله عليه وسلم، قال: ليس شيء أكرم على الله من الدعاء [7]، وقد تعلم الحسين رضي الله عنه من تعاليم جدّه صلى الله عليه وسلم، بأن الاستعانة لا تكون إلا بالله والشكوى لا تكون إلا إليه سبحانه، فلا يستعين المرء ولا يشكو إلا إلى لله وحده دون غيره من نبي أو إمام أو صالح .. ويعلمنا الحسين رضي الله عنه أن الدعاء لا يصرف إلا لله وحده دون سواه، فهذا الحسين رضي الله عنه لم يدعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أباه علياً، وهو في هذا الموقف العصيب الذي يودع فيه الحياة، بل دعا الله وحده وتوسل إليه فقط وفي هذا يعلمنا الحسين رضي الله عنه منهجاً يجب ألا نحيد عنه، وهو عند الدعاء

[1] مواقف المعارضة صـ339، التاريخ السياسي، عبد المنعم ماجد (2/ 77).
[2] فرق الشيعة صـ23 للنوبختي، مواقف المعارضة صـ339 ..
[3] إيران في ظل الإسلام، عبد المنعم حسنين صـ104 مواقف المعرضة صـ339.
[4] مواقف المعارضة صـ340.
[5] المصدر نفسه صـ340.
[6] تاريخ الطبري (6/ 350).
[7] سنن الترمذي رقم 3370، حسنه الأباني في صحيح الجامع.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 523
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست