responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 505
برسول الله صلى الله عليه وسلم [1]. ثم بعد ذلك تختلف الروايات والآراء اختلافاً بيناً بشأن رأس الحسين رضي الله عنه ولكن بعد دراسة الروايات التي ذكرت أن ابن زياد أرسل الرأس إلى يزيد بن معاوية وجدت أن الروايات على النحو التالي، هناك روايات ذكرت أن الرأس أرسل إلى يزيد بن معاوية، وأخذ يزيد ينكث بالقضيب في فم الحسين، الأمر الذي حدا بأبي برزة الأسلمي رضي الله عنه على أن ينكر على يزيد فعلته، ولكن هذه الرواية التي ذكرت وصول الرأس وتعامل يزيد معه بهذا النحو ضعيفة [2]. وقد استدل ابن تيمية على ضعف هذه الرواية: بأن الذين حضروا نكثه بالقضيب من الصحابة لم يكونوا بالشام، وإنما كانوا بالعراق [3]، ومما يدل على فساد متن هذه الرواية هو أن متنها مخالف لتلك الروايات الصحيحة، والتي بينت حسن معاملة يزيد لآل الحسين وتألمه وبكائه على قتل الحسين رضي الله عنه [4]، وقد قال ابن تيمية: ورأس الحسين إنما حمل إلى ابن زياد وهو الذي ضربه بالقضيب كما ثبت في الصحيح [5]، وأما ما حمله إلى عند يزيد فباطل، وإسناده (6)
منقطع، وقد ذهب ابن كثير إلى ذهاب الرأس إلى يزيد فقد قال: وقد اختلف العلماء في رأس الحسين هل سيّره ابن زياد إلى الشام أم لا؟ على قولين الأظهر منها أنه سيّره إليه،، فقد ورد في ذلك آثار كثيرة والله أعلم [7]، وهو ما ذهب إليه الذهبي [8].
وقد ذكر بأن رأس الحسين مقبور في ستة مدن وهي:

1 ـ دمشق: ذكر البيهقي في المحاسن والمساوئ: أن يزيد أمر بغسل الرأس وجعله في حرير وضرب عليه خيمة ووكل به خمسين رجلاً [9]، وساق ابن عساكر بإسناده عن ريا حاضنة يزيد بن معاوية أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان، فبعث فجيء به فبقي عظماً فطيبه وكفّنه، فلما وصلت المسودّة [10]، سألوا عن موضع الرأس ونبشوه فالله أعلم ما صنع به [11]، ورواية القصة ((ريا)) هذه ذكرها ابن عساكر ولم يذكر فيها جرحاً، ولا تعديلاً وتكون بذلك مجهولة [12]، وبذلك تكون رواية ساقطة لا يعتمد عليها بأي حال من الأحوال [13]، وقد أورد

[1] سنن الترمذي (5/ 659) حسن صحيح غريب.
[2] المجمع (9/ 195) فيه انقطاع.
[3] منهاج السنة (4/ 557).
[4] موقف المعارضة في خلافة يزيد صـ308.
[5] منهاج السنة (8/ 141).
(6) المصدر نفسه (8/ 142) ..
[7] البداية والنهاية (11/ 580).
[8] تاريخ الإسلام (61 ـ 81) صـ106.
[9] المحاسن والمساوئ صـ84 بدون إسناد.
[10] السودّة: جنود العباسيون وهو الشعار الذي رفعه العباسيون.
[11] تاريخ ابن عساكر، تراجم النساء نقلاً عن مواقف المعارضة صـ311.
[12] مواقف المعارضة صـ313.
[13] المصدر نفسه صـ313.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 505
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست